بدأت اليوم في شمال نيويورك محادثات تمهيدية تستمر يومين بين جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) والمغرب، لا يتوقع منها تحقيق تقدم كبير غير التهيئة لإطلاق جولة خامسة من مفاوضات مباشرة بدأت في يونيو/حزيران 2007.
ورغم أن الأمر لا يتعلق بمفاوضات رسمية أرسل الطرفان مسؤولين كبار إلى المحادثات التي تحضرها الجزائر وموريتانيا بصفة مراقب.
ويقود الوفد المغربي وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري والوفد الصحراوي رئيس برلمان البوليساريو في المنفى محفوظ علي بيبا.
وقال المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس الأسبوع الماضي "لقد حدثت توترات دون شك لكن الطرفين أبلغاني باستعدادهما لخوض هذه الجولة بصورة بناءة وجدية".
وفي محاولة لتحقيق تقدم، قرر كريستوفر أن يقتصر كل وفد على ثلاثة أشخاص.
وزادت حدة الأزمة بين البوليساريو والمغرب بعد أن منعت الرباط في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي آمنة حيدر من دخول الصحراء الغربية، لتشن الناشطة الصحراوية إضرابا عن الطعام في جزر الكناري الإسبانية استمر شهرا.
الاستفتاء
ويصر المغرب على عدم مناقشة خيار تقرير المصير، ويقول إن ما يقبل مناقشته هو حكم ذاتي موسع لما يسميه أقاليمه الجنوبية.
وتصر البوليساريو على أن الحكم الذاتي يجب أن يكون أحد الخيارات المطروحة في الاستفتاء وليس الخيار الوحيد.
وقال ممثل البوليساريو في الأمم المتحدة أحمد بخاري أمس الثلاثاء "نتوقع نقاشا عميقا لمقترحيْ التسوية المطروحين".
وأضاف "رفض المغرب مناقشة مقترحنا هو السبب في الانسداد الحالي، لذا على الرباط أن توافق على ذلك وهو ما سيفتح الباب لمرحلة جديدة في المحادثات".
ليس للنقاش
لكن مصدرا رسميا في المغرب قال إن مسألة تقرير المصير لا يمكن طرحها للنقاش إطلاقا وطلب من البوليساريو إزالة ما وصفه بالعراقيل التي تضعها أمام المحادثات.
ولا تعترف أي دولة بسيطرة المغرب على الصحراء لكن دولا غربية بينها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا امتدحت خطة حكم ذاتي اقترحها المغرب للإقليم.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن نزاع الصحراء الغربية يعيق جهودا تبذل لمحاربة القاعدة في الصحراء الكبرى.
وتشبه جولة نيويورك هذه جولة عقدت في فيينا في أغسطس/آب الماضي وقبل خلالها الطرفان مناقشة مسألة زيارات الصحراويين بين الأراضي الصحراوية ومخيمات اللاجئين في تندوف الجزائرية.
بعثة مينورسو
وتسبق الجولة اجتماعا لمجلس الأمن في أبريل/نيسان القادم يبحث تجديد بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، وهو اجتماع يسبقه تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تقدم المحادثات.
ويتساءل دبلوماسيون عن احتمال إدراج قضية حقوق الإنسان في محادثات نيويورك.
وكان دبلوماسيون قد طلبوا العام الماضي أن تعدّل مهمة (مينورسو) لتشمل متابعة الأوضاع الحقوقية في الإقليم.
وضم المغرب الصحراء الغربية في 1975 بعد خروج القوات الإسبانية، وبدأت في العام ذاته حرب بين الجيش المغربي والبوليساريو المدعومة من الجزائر انتهت في 1991 بوقف لإطلاق النار لم تتبعه تسوية سياسية.