حد القوافي

عَـيـَـا بـيَ الحـرفُ .. كـيـفَ الحـرفُ أطلـِـقُــهُ إن كُـنتُ أجهَـلُ أنـــَّى كـنتُ أنطِقُــهُ؟

عَـيَــا بـيَ الـبــوحُ .. أم أنـــّـي عَـيِــيـــتُ بــــهِ لمـا انــتَـــبَـهــتُ بـأنـــِّـي بِــتُّ أعشَــقُــهُ

يـا رحمـــةَ اللهِ بــي .. يـا وحـــيَ أُحـجِـيَــتي ويــا نــشـيـداً مــن الأعـمـــاقِ أُطـلِـقُـهُ

يـا نجـمَــةً فـي سمــاءِ الــوَجــدِ .. يـا وَطــنــاً مـن الـمـنـافـي بـبـابِ الــنـــَّـأْيِ أطـرُقُـهُ

أَتـيــتُ صَــدركِ وَحــدي حــامـــلاً قُـــرَحـــي والصَّــبرُ بُــردي ولــكـن كـنـتُ أخرِقُهُ

يـَشُــــــدُّنــي أَمَــلــي .. يحـــــــدُو بـــهِ أَلمَـــــي ليــَـسـتــــكــينَ إلى رَمــضـــــاءَ تحــرِقُــهُ

مـــن أيـــــنَ أقـــبــــلــتُ ؟ لا دَربٌ أراهُ ! ولا عــلامــةٌ في دُجَــى الــديجـــورِ تُـنـطِقُهُ

مــن أيــنَ أقـبلتُ ؟ بل كيفَ المضيُّ ؟ وهل سـواكَ يــا دفـتري بالـدَّمــعِ أُغـرقُـــهُ؟

أنَّـى لـيَ الـبــَوحُ .. والأقـــلامُ تـــرفُــضُـــني ؟ ودامــيُ الحــرفِ لا أنــفــكُّ أســرِقُـهُ!

أُلمــــــلِــــمُ الحـــــرفَ أشــــــلاءً مـُــــبــَـــعـــثَــــــرةً وكنتُ بالأمسِ -ويحَ الأمسِ- أعتِقُهُ

ألمـــلِـــمُ الحـــرفَ مــن نــزفِ الجــوانــحِ .. من رُكـــــــنِ الـــفــُـؤادِ وممــا كــان يـُــبرقُـــــهُ

قــد حــارَ بـي الــبــوحُ يـا روحــي ويـا وطــني قـد حـارَ بي الشعرُ أم أني أعتِّقُهُ؟!

صُـبَّ الـقـوافي .. بحــورُ الشـّــعـرِ مُــــثــقـلَـــةٌ وذي الأحاسيـسُ قد جاءت لتُنطِقَهُ

مـا لــلأنــــَـا فـيَّ ؟ مـا للـحــزنِ يـسـكُــنُـــها؟ كـــأنَّ للــحـزنِ ســـراً صـرتُ أعشـقُـهُ

إلـيـكَ يــا شـــعـــــرُ عــــن روحــي تمــــــزِّقُـــهــا وتُـعـمِــلُ الحـرفَ فـيـمـن كـنـتُ أنـفِـقُهُ

إلـيـكَ يـا شـعــرُ عـنّـــي .. عـن مـدى أمـلي عن اصطِباري سَلَـلتَ الحرفَ تخرِقُهُ

إلــيــك عـن مُهـجَـتي .. عـن طـيـفِ أُمـنِـيَتي إلـيـكَ عــن دَفــتري بـالــدَّمــعِ تُــغــرِقُهُ

خـَــلِّ الـقَــوافـي .. بحـــورُ الشـّــِــعــرِ رَاكــِـدَةٌ وللأحـاسـيسِ مـا لـو شِئتُ أُطـلـِـــقُـهُ

عَـيَـــــا بــــيَ الـــشِّــعــرُ لمـــّـا كُــنــتُ أطـلُــبُـــهُ وفـاضَ بــي الـيومَ سَيلاً شِئتُ أَخنِقُهُ

أَقِـــمْ عـَـلــَيَّ قَــــــــوافــي الحُـــــزنِ نــــابِـــضَـــــة حداً عليَّ - أسوقُ السَّعدَ أشنُقُهُ -