السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علاقة عداوة تجمع بين زوجات اليوم وكرات الدم الحمراء التي تسبح في دماء أزواجهن، الأمر الذي يدفعن إلى إعلان الحرب على الرجال، عبر أسلحة فتاكة، تجيد المرأة تصنيعها واستخدامها في وقتي السلم والحرب بمنتهى الاقتدار والتمكن، دون أن يقدر أي قانون في العالم أن يُجرم فعلتها، أو يُقلص من نشاطها المحظور!!.
فهل حُوسبت أي زوجة على استخدام أسلحة " التعكير، والتكدير، والتدمير " المُوجهة خصيصاً لحرق دماء زوجها؟.. هل حُوسبت أي زوجة على مساندة الهموم ومظاهرة الكروب في مواجهة زوجها؟.. هل حُوسبت أي زوجة على إهمال متطلبات زوجها بمجرد أن تنجب، لإحساسها بأنه أضحى ملك قبضتها؟.. هل حُوسبت أي زوجة على إفشاء أسرار زوجها أمام العامة والخاصة؟.. هل حُوسبت أي زوجة على مناصرة أهلها وذويها ولو كانت تعلم أنهم يهددون استقرار بيتها؟!.
كثيرات تعتقدن أن مناوأة الرجل ومنازلته ومعارضته على طول الخط وبلا أدنى مبرر، أو بالأحرى استنفار غضبه وتدمير أعصابه، ومن ثم إصابته بأمراض العصر مثل" السكري، وضغط الدم، والاكتئاب " .. إنما هو تعبير عن الذات، وإفصاح عن الهوية، وإبراز لدور يحيا دائماً في الظل، متناسيات أن طاعة الزوج - في غير معصية الله ورسوله - فرض عليهن مثل أداء الصلاة والصوم، ولكن لأن أيد خبيثة تسللت خُفية إلى عقولهن فنثرت فيها بذور التمرد والعصيان عبر دعوات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. أبين إلا أن يدخلن إلى النفق المظلم الذي غَيَّبت ظلماته نور الحقيقة، فراحت الأيدي والعقول تبحث عن خيال أو سراب!!.
الزوجة حين تمضى في اتجاه معاكس لزوجها.. لا تجنى سوى غضب ربها، وسخط زوجها، وهدم بيتها، وفى النهاية تدفع أجيال غضة ثمن الفرقة وخراب البيوت، ثم نبكى بعد ذلك على اللبن المسكوب، وقت أن لا يجدي البكاء، رغم أن بيدها درء كل ما مضى بحسن الأدب، وجميل الطلب، وهدوء الحوار والمناقشة، وبشيء موفور من الحنان والعطف، فالرجل - رغم ما يبدو عليه من قوة وقسوة - يتحول إلى طفل وديع حينما يشعر أنه صاحب الترتيب الأول في عقل زوجته وقلبها.
أيتها الزوجة.. إن مسكن الزوجية ليس حلبة للصراع، ولا حلقة للنزال والجدال.. إن مسكن الزوجية موطن للسكن والمودة والرحمة، ولو شعر أي رجل بأن البيت هو ملاذه ومكان راحته فلن يغادره إلى مكان آخر، وذاك أهم دور يجب أن تؤديه المرأة، وأن تضعه دائماً على رأس اهتماماتها، ولو اضطرت إلى ترك بعض ما تحب، أو تخلت بالمرة عن فروع الأشياء وما أكثرها في حياة نساء اليوم.. عندئذ ستجد أمامها رجلاً حنوناً شفوقاً يضعها فوق رأسه.
ثم إن على الزوجة الذكية أن تتعامل مع النظريات الواردة والشاردة - والتي تهب من حين لآخر كعواصف الرمال والغبار - بشيء من الحنكة والذكاء، وذلك بأن تنتقى ما ينفعها ويسرها، وتطرح ما سواه من أفكار براقة في ظاهرها، مدمرة في باطنها، ولا أقول تنغلق أو تتقوقع، ولكن أقول تتبع طريقة الغربلة والفرز والانتقاء، فما يصلح لغيرها قد لا يصلح لها ولبيتها، والأساس المتين الذي يُحتكم إليه في هذا المضمار هو الدين، الذي لا صلاح للحياة الزوجية إلا به.
إن الزوجة التي تسمح باختراق بيتها، كما تسمح بتسلل أيد خبيثة كي تفسد العلاقة بينها وبين زوجها، هي امرأة متواطئة مع الشيطان ضد من هو أحق الناس بحسن صحبتها وهو زوجها، بل وتكون المسئولة الأولى على انهيار البناء الأسرى، ومن ثم التفكك الاجتماعي، فرغم أن الاستقرار الأسرى مسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة، لكن الشق الأعظم من تلك المسئولية يقع على عاتق الزوجة، لأنها الزوجة والأم والمُربية، والبيت هو مملكتها التي لا يشاطرها أحد فيها.