]إِلَى متى يتقاتل الديوك وهم فِي القفص؟ لك الله يا فلسطين..
المقدمة وفيها التحذير من الفتن
]الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من الفتن، ويأمر أمته بذلك، ويحذرها من أي شبه يلبسها الشيطان ليقتتل أهل الإسلام ..
]روى البخاري ومسلم عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)) الحديث..
]وروى مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ((إذا تَشَهَّدَ أحدكم فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ من أَرْبَعٍ يقول: اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ)) .
]وخرج مسلم في صحيحه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ من الْفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ))
قالوا: نَعُوذُ بِاللَّهِ من الْفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ.
وخرج البخاري ومسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فيها خَيْرٌ من الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فيها خَيْرٌ من الْمَاشِي وَالْمَاشِي فيها خَيْرٌ من السَّاعِي وَمَنْ يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أو مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ))
وخرج مسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ ألا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فيها خَيْرٌ من الْمَاشِي فيها وَالْمَاشِي فيها خَيْرٌ من السَّاعِي إِلَيْهَا ألا فإذا نَزَلَتْ أو وَقَعَتْ فَمَنْ كان له إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ وَمَنْ كانت له غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ وَمَنْ كانت له أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ))
]قال: فقال رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ من لم يَكُنْ له إِبِلٌ ولا غَنَمٌ ولا أَرْضٌ؟
قال: ((يَعْمِدُ إلى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ على حَدِّهِ بِحَجَرٍ ثُمَّ لِيَنْجُ إن اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ اللهم هل بَلَّغْتُ اللهم هل بَلَّغْتُ اللهم هل بَلَّغْتُ ؟))
]قال: فقال رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إن أُكْرِهْتُ حتى يُنْطَلَقَ بِي إلى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أو إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ أو يجئ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟
]قال: (( يَبُوءُ
بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ وَيَكُونُ من أَصْحَابِ النَّارِ)) ضٍ)) خرجه
البخاري ومسلم عن جرير رضي الله عنه.
[]وخرج البخاري ومسلم عن أبي
هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ،
وَيَنْقُصُ العلمُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرُ
الْهَرْجُ))
]قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وما الهرج؟
]قال: ((الْقَتْلُ الْقَتْلُ))
]وخرج الشيخان عن حُذَيْفَةَ بن الْيَمَانِ قال: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشرِّ مخافةَ أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنَّا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ((نعم)) قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ((نعم، وفيه دخن)) قلت: وما دخنه؟ قال: ((قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم، وتنكر)) قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ((نعم، دعاة على أبواب جهنم، مَنْ أجابهم إليها قذفوه فيها)) قلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: ((هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا)) قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)) قلت: فإن لم يكن لهم جماعة، ولا إمام؟ قال: ((فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك))
= = = == = = = = = = = = =
القفص اليهودي الأمريكي للشعب الفلسطيني في فلسطين
معلوم أن الشعب الفلسطيني الساكن على أرض فلسطين المحتلة في غزة والضفة الغربية والقدس وجميع البلاد الفسطينية يعيش في قفص صنعه اليهود بمباركة من دول الكفر والإلحاد بدءاً من عام 1948 ومروراً بعام 1967 إلى يومنا هذا في عامنا هذا 1428هـ = 2007م
]ومهما أعطى اليهودُ الشعب الفلسطيني من الأراضي والأطعمة والأموال أو سمح بدخوله فلا يزال الشعب الفلسطيني في القفص ليس له منفذ حر عبر حدود الدول المجاورة ..
فما من معبر إلا واليهود يتحكمون به، وما من داخل ولا خارج إلا تحت سلطة اليهود لعنهم الله، ويدخلون بدباباتهم وجنودهم الأرض التي منحت للسلطة الفلسطينية، وتجوب طائراتهم الأجواء الفلسطينية متى شاءت، وتقتل من تريد، وتدمر المنزل الذي تريد، والله من ورائهم محيط، {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}
فالحقيقة الْمُرَّةُ التي لا مهرب منها أن الشعب الفلسطيني داخل فلسطين في قفص وضعه الاحتلال اليهودي، ويقوم بعمليات إثارة الفتنة بين أفراد وجماعات الشعب الفلسطيني ليستمتع بالنظر إلى صراع الديوك فلماذا يتصارع اليهود؟
= = = == = = = = = = = = =
صراع الديوك ومخططات اليهود
إن مشاكل الفلسطينيين كثيرة جداً بدءاً من انتشار الشرك عبر دعاة التنصير والشيوعية والعلمانية والقومية والصوفية والروافض - حديثاً - ، وانتشار البدع والأحزاب البدعية، وانتشار الذنوب والمعاصي ..
ومن أكبر المشاكل في فلسطين مشكلة الاحتلال اليهودي، وما يبثه عبر قنواته، وعملائه في عقول الشباب الفلسطيني، مع الأعمال الحسية التي ينكلون بها بالشعب الفلسطيني..
واليهود ماضون في مخططاتهم على قدم وساق، ومستمرون ببناء جدار الفصل العنصري، ويحفرون الأنفاق، ويهدمون المنازل، ويأسرون الفلسطينيين، ويقتلون ويعذبون ...
]وإن مما يزعج اليهود أن يتفرغ الفلسطينيون بجميع فصائلهم للمطالبة بحقوقهم، والتنديد بممارسات اليهود فشغلوهم بأنفسهم عن عدوهم، وأشعلوا بينهم نار الفتنة، وأوضعوا بينهم بنشر مبدإ الخيانة والعمالة، وطُرِحَتْ قضية التكفير كمعول هدم لِضَرْبِ طَائفةٍ لأُخرى، وحزبٍ لِمُعارِضِهِ..
والذي يأسف له كل عاقل، وينفطر له قلب المؤمن أن تنجح خطط اليهود، وتظهر ابتسامة أولمرت أو باراك أو صاحبهم بوش تكاد تشق وجهه من عرضها والمسلمون في فلسطين في قتل وتناحر على السلطة والنفوذ ومن الذي يسيطر على القفص من الداخل!!
]أيها العقلاء في فلسطين : إن القفص محكم الإغلاق، والتحكم الحقيقي من الخارج فما بالكم تتصارعون تصارع الديوك، وتتقاتلون تقاتل أهل الجاهلية لتتحكموا في ساكني القفص من الداخل ونهاية من سيستولي على القفص من الداخل أن يكون في قبضة من يحكم إغلاق القفص من الخارج؟!
]الصراع والقتال والتسلط في الداخل ليس حلاً لمشكلة الاحتلال، بل بالاجتماع على الحق، وتوحيد الجهود في مكافحة الاحتلال، وبذل الوسائل المشروعة للاستقلال عن الاحتلال حتى يأتي الله بأمره..
]قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
فثوبوا إلى رشدكم، واتقوا الله ربكم، وتوقفوا عن الاقتتال، واحقنوا دماءكم، وأوقفوا شماتة الأعداء بكم، واستعينوا بالله في الأخذ على أيدي سفهائكم، وأطلقوا سراح الرهائن، وأعطوا دية قتلاكم، وأوقفوا كل ما يوغر الصدور، ويزيد الآثام والشرور .
الجؤوا إلى الله ليلهمكم الصواب، واستغفروا الله مما عملتم، واستعينوا بالله ليسددكم ويوفقكم
واحذروا من قتل المؤمن ولو كنتم تجهلون هويته وهو يمر في الشارع في منطقة تصارعكم فالله سائلكم عن دمه، ولن يحللكم حجة استيلائكم على مركز أمن أو مقر شرطة ونحو ذلك من مداخل الشيطان.
فالأمر خطير، والحادث جلل، والمنزلق رهيب، والواقع مرير، ولا ملجأ لكم من الله إلا إليه..
]أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يجمع شمل الفلسطينيين، وأن يوحد كلمتهم، وأن يشفي مرضاهم، وأن يعافي مبتلاهم، وأن يفك أسراهم، وأن يطعم جائعهم، وأن يكسو عاريهم، وأن ينصرهم على عدوهم من المحتلين اليهود..
]والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي [
المدينة 28 / 5 / 1428هـ