في الغربة :
يبدو
كلّ شيئ اكبر .. تماما كنظاره جدي السـميكه الحواف .. تبدو كلّ التفاصيل
عبرها أكثر دقّه وأكبر حجما ً .. يبدو الشوق ، الحب ، الصداقه ، المسافه ،
الرغبات .. كلّ شيئ أكبر الّا ذلك الورق الأصفر الذي تغني له فيروز منادية
ًُ مستغيثه " يا ورقي الاصفر عم نكبر عم نكبر " ..
من غير المريح :
. . . وتلك حقيقة !
فنحن
حـقا ً " عم نكبر ، عم نكبر " بعيدا عن طرقات و وجوه و تفاصيل الحـياه
برمتها التي هي بدورها " عم تكبر ، عم تكبر " . و من غير اللائق و غير
المريح أهمال هذه الفكرة و التعامل معها - بخجل ٍ - كأنها لم تكن !
من الغريب :
أن
ّ الوطن و أناسه ينسون - أو يتناسون - أنك أنت أيضا ً ( المغترب ) " عم
تكبر ، عم تكبر " و عاداتك و تفاصيلك و أهتماماتك " عم تكبر ، عم تكبر "
بعيدا ً عن عاداتهم و تفاصيلهم و أهتماماتهم . و أنـّك عندما تعود إليهم
يوما ً فذلك ليس لكي توقظ أوراقك القديمة أو تبعثر أوراقهم الجديدة بل هي
مجرّد رغبة ٍ عابرة ٍ بالمرور كالوفاء بين أشباحك مجرّد مشتاق ٍ يبحث ُ عن
ضبابات ذكرياته !
من المتوقع :
أن تكون غريب و أن ينتظرك الجميع " على غلطة " كي يرجموا حجارتهم بوجهك كيتم إنتماءك لتفاصيل طالما انتظروها فيك .
حقيبة سفر :
بعد
كل ّ مرّة يباعد بينك و بين الوطن فيها شيئ آخر من الحزن ، تضع كلتا يديك
في جيبي معطفك َ و تسير مع حقيبة سفر لا تغدو أن تصبح وطنك الأصدق .::
""""""""""""
طباشير خارج التغطية..