ها أنت ذا قلت لى بفحيح الفراق : وداعاً , ورحلت .. وها أنا ذى أرددها خلفك بلا إحساس كالببغاء الطيب .. وداعاً وداعاً وداعاً
ها قد قلنا وداعا ً .. وسقط الحلم الجميل بيننا فاقد الوعى , وامتدت يد الوداع لتغطى رفات حلمنا العارى من الحلم ..
ها قد قلنا وداعاً .. وامتلأنا بالفشل حد الذهول .. وتضخم بنا الحزن حتى كاد يفجرنا فى وجه الفناء ..
ها قد قلنا وداعاً وقهقهنا ألماً .. وضحكنا حزناً .. ورقصنا فوق نبض الجرح .. ونزفنا وعينا حد الأعياء ..
ها قد قلنا وداعاً .. وامتلأت محاجر الفرح بالدموع , وعرقلتنا قيود المكابرة .. والتصقت أقدامنا بالمكان .. والرعب يملأ جوانحنا ..
فهل انتهى الأمر ؟
هل انتهت الحكاية حقاً ؟
هل فتح الحلم النائم عينيه فتبدد أمامنا كالسراب ؟
هل غربت الشمس فى فصول حكايتنا للمرة الأخيرة ؟
ها قد قلنا وداعاً ؟؟ فهل أصدق مأساة انتهاء الحلم وأدخل تفاصيل هذه المأساة بلا انتهاء ؟
ها قد قلنا وداعاً .. فهل أصدق أسطورة فراقك كما صدقت بالأمس أسطورة لقائك ؟
وماذا ينتظرنى من تفاصيل مؤلمة وطقوس مرعبة لو أنى صدقت أننا قد انتهينا ؟
وبأى وجه سيستقبلنى الغد .. بل وأى غد سيطرق بابى لو أن منظرك وأنت تلوح لى مودعاً ليس لوحة فنية أتقنها فنان بارع , وجاء يعرضها أمامى كى أخط بها قصيدة جميلة ؟
بل هى لوحة حقيقية جسدها الوقت لقلبى بكل مرارتها وخوفها ورعبها وواقعيتها
أى شيئ ينتظرنى لو أنى صدقت ؟
هل ستشرق الشمس كعادتها كل يوم ؟
هل ينزف القمر نوره على الوجود كعادته كل مساء ؟
هل ستغرد الطيور فوق الأشجار كعادتها كل صباح ؟
وأى درس سيلقننى إياه الفراق لو أنى صدقت , وقد كان الشوق إليك أول دروس الحب للقلب الذى هام بك ..
أى درس سيلقننى إياه الفراق كى استذكره كل مساء , فلا أكتب اسمك فى السطر الأول من رسائلى الباكية ؟
وأى قصيدة قاتلة يا سيدى سينحتها الفراق فوق جدران قلبى .. كى يكف ذلك القلب عن الهذيان بك ؟