المعلم لإسرائيل: كفاكم "زعرنة" وأي حرب على سورية أو جنوب لبنان ستنتقل إلى مدنكم وتكون شاملة
"واشنطن تقدمت بطلب لاعتماد سفيرها بدمشق ولا زلنا ندرس الترشيح"
موراتينوس: نعمل على توقيع اتفاق الشراكة مع سورية خلال الرئاسة الإسبانية للاتحاد
حذر وزير الخارجية وليد المعلم يوم الأربعاء إسرائيل من مغبة أي اعتداء على سورية لأنها ستتحول إلى حرب شاملة, مشيرا إلى أن إسرائيل تزرع الحرب في المنطقة وعليها التوقف عن لعب دور "الزعران" فيها.
وأضاف المعلم في مؤتمر صحفي عقده في دمشق مع وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن "إسرائيل تزرع مناخ الحرب في المنطقة فمرة يهددون غزة ومرة جنوب لبنان وتارة إيران والآن سورية", مشيرا إلى أن "ما نقوله لهم توقفوا عن لعب دور الزعران في المنطقة".
ويأتي حديث المعلم بعد يوم من إجراء إسرائيل مناورات عسكرية واسعة في صحراء النقب تحاكي حربا على سورية وتشمل غارات جوية بطائرات من طراز إف 16 للوقوف على مستوى التنسيق بين سلاح الجو وأذرع الجيش في البر, وبتكتيك قالت تقارير إعلامية إنه اعتمد على توجيه ضربة مباغتة وسريعة للمواقع السورية وعزل المضادات الأرضية والصواريخ المضادة للدبابات.
وأشار المعلم إلى أن "إسرائيل تعلم أن الحرب ستمتد إلى مدنهم حال أعلنوها على سورية", داعيا المسؤولين الإسرائيليين إلى "العودة إلى رشدهم وانتهاج طريق السلام الذي بات واضحا".
وتطالب سورية بانسحاب إسرائيل الكامل من الجولان السوري المحتل منذ العام 1967 قبل التوقيع على اتفاقية سلام مؤكدة أن الانسحاب من الجولان هو حق لسورية وليس شروطا كما تسميها إسرائيل.
وأردف المعلم أن "سورية لا تستبعد اعتداء إسرائيل عليها لأنها كيان قائم على العدوان", مشيرا إلى ان " الحرب ستكون شاملة إن أصابت جنوب لبنان أو سورية ونستبعد كثيرا أن يشهد جيلنا محادثات سلام بعد مثل هذه الحرب".
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي خلال المناورات إن الحدود الشمالية لإسرائيل ليست آمنة وبالتالي يجب تدريب الجيش, بالتزامن مع تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أمس من إمكانية اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وسورية قد تتطور إلى حرب إقليمية واسعة إذا لم يتوصل البلدان إلى تسوية سياسية بينهما.
في حين, قال وزير الخارجية الإسباني موراتينوس " خلال زيارتي لإسرائيل أمس وأول أمس لم أسمع أي دق لطبول حرب بل سمعت دق طبول السلم", مشيرا إلى أنه "وجدت من خلال مباحثاتي مع المسؤولين الإسرائيليين رغبة كبيرة في دفع عملية السلام إلى الأمام".
وقال الرئيس بشار الأسد خلال لقائه موراتينوس الذي وصل دمشق اليوم قادما من إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة إن إسرائيل غير جادة بالسلام وتدفع المنطقة باتجاه الحرب.
وأضاف موراتينوس أن "مباحثاتي كانت مثمرة وبناءة مع الرئيس بشار الأسد", الأمر الذي أكده المعلم أيضا.
واشار موراتينوس إلى أن "السلام سيكون من أولويات إسبانيا أثناء رئاستها للاتحاد الأوروبي", مضيفا أن "المسارين السوري الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي سيندفعان قدما اثناء رئاسة إسبانيا للاتحاد".
وتشهد عملية السلام في الشرق الأوسط على جميع المسارات تعثرا كبيرا بسبب ما تسميه سورية "التعنت" الإسرائيلي وغياب الشريك في عملية السلام إضافة إلى عدم استعداد إسرائيل للوفاء بمتطلبات هذه العملية.
وعن الوساطة التركية بين سورية وإسرائيل, قال موراتينوس إن "الوساطة التركية هي الأفضل للتوصل إلى حل وإحلال السلام بين سورية وإسرائيل" . لافتا إلى ان "إسبانيا ستنخرط بحوار ثنائي مع تركيا وآخر مع سورية من أجل عودة الوسيط التركي للعب دوره"ز
وتتمسك سورية بالوساطة التركية في عملية السلام المعلقة مع إسرائيل منذ العدوان الإسرائيلي على غزة, في حين ترفض حكومة نتنياهو الوساطة التركية إثر توتر علاقاتها مع إسرائيل التي باتت تطالب بمفاوضات مباشرة مع سورية دون وسطاء.
وحول الدور الأمريكي والأوروبي في عملية السلام, قال المعلم إن "الدور الأمريكي هام ومفصلي نظرا لطبيعة العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل", معربا عن أمله أن "تفعل الولايات المتحدة دورها في عملية السلام..إذا رغبت في ذلك".
وتدعو سورية الولايات المتحدة إلى لعب دور الوسيط النزيه في عملية السلام خاصة بعد تحسن العلاقات بين دمشق وواشنطن عقب وصول باراك أوباما إلى الحكم, إذا انفتح البلدان على الحوار من خلال زيارات مسؤولي البلدين كان آخرها زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص جورج ميتشل إلى دمشق.
واضاف المعلم أن "الدور الأوروبي في عملية السلام هام أيضا على اعتبار أن أوروبا الجار المباشر للمنطقة والحرب والسلام فيها سيؤثران على أوروبا", داعيا إلى "التكامل بين الدورين الأمريكي والأوروبي في عملية السلام".
ولم يأت حديث موراتينوس بمنأى عما ذهب إليه نظيره المعلم حين قال إن "الدورين الأوروبي والأمريكي متكاملان", مشيرا إلى أن "الحديث متواصل مع الإدارة الأمريكية ومع المبعوث ميتشل حول سبل دفع عملية السلام في المنطقة".
واختتم ميتشل منذ أيام زيارة هي الثامنة له إلى المنطقة زار خلالها سورية وبحث مع الأسد العلاقات السورية الأمريكية وعملية السلام.
وفيما يخص تعيين سفير للولايات المتحدة في سورية, قال المعلم إن "واشنطن رشحت سفيرا لها بالفعل إلى سورية وهو أمر سيادي خاص بها " مشيرا إلى أن "من حق سورية أيضا دراسة الموافقة على الترشيح".
وكان مصدر مسؤول في السفارة الأمريكية قال لسيريانيوز إن ميتشل قدم خلال زيارته لسورية طلبا من الحكومة الأمريكية للحكومة السورية بحيث يتم التوصل إلى اتفاق لتعيين سفير, كما قالت تقارير إعلامية إن أوباما قرر تعيين روبرت فورد في هذا المنصب.
وقررت واشنطن في حزيران الماضي إعادة سفيرها الى سورية لتنهي بذلك مرحلة تزامنت مع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ظلت خلالها السفارة الأمريكية مفتوحة بإدارة قائم بالأعمال بعد سحبها سفيرتها مارغريت سكوبي في اليوم التالي لاغتيال الحريري في 14 شباط من عام 2005 .
وفيما يخص اتفاق الشراكة السورية الأوروبية, قال المعلم إن "سورية تأمل من خلال المحادثات المقبلة بين سورية والاتحاد الأوروبي التوصل إلى تفاهم مشترك حول اتفاق الشراكة".
بينما قال موراتينوس إن "إسبانيا ستعطي من خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي زخما لتوقيع اتفاق الشراكة مع سورية", مشيرا إلى ان "إسبانيا تعمل على توقيع اتفاق الشراكة مع سورية خلال الرئاسة الإسبانية للاتحاد".
وتقول تصريحات رسمية سورية إن ثمة نقاطا في اتفاقية الشراكة ستفوت على سورية في حال توقيعها العديد من الموارد الاقتصادية الأمر الذي تطلب رفض التوقيع لحين معالجتها، وتشير إلى ان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ثاباتيرو وعد سورية بمزيد من الحوار والدراسة حول بنود الاتفاقية مع تسلم إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي.
وكان الاتحاد الأوروبي حدد 26 من تشرين الأول الماضي موعدا للتوقيع على اتفاقية الشراكة دون التنسيق مع دمشق ما دفع الحكومة السورية إلى طلب إرجائه.
وعن احتمال قيام المصالحة السورية المصرية في القمة العربية المقبلة في طرابلس, قال الوزير المعلم إن "الأسد بحث خلال زيارته الأخيرة إلى ليبيا كل ما يهم القضايا العربية ومن بينها إيجاد لآلية لحل الخلافات العربية ", إلا أنه أشار إلى أن "البحث لم يتطرق إلى مصالحات بحد ذاتها..لكن تبقى هناك دينامية في القمم نحن المشاركون نفاجأ بها".
وشهدت القمة العربية الأخيرة في الدوحة بداية المصالحات العربية العربية بمبادرة أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على رأسها المصالحة السورية السعودية, في حين لا زالت العلاقات السورية المصرية يشوبها الفتور.