السخنة الشماء جوهرة لكل العرب
أقلام لاتتوقف عن الابداع

لمساتٌ شاعرية جميلة ومميزة

سارع بالانضمام لاسرتنا

فهذا يسعدنا ويشرفنا

جرح القصيدة
السخنة الشماء جوهرة لكل العرب
أقلام لاتتوقف عن الابداع

لمساتٌ شاعرية جميلة ومميزة

سارع بالانضمام لاسرتنا

فهذا يسعدنا ويشرفنا

جرح القصيدة
السخنة الشماء جوهرة لكل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات السخنة الشماء بحيث الابداع والتميز
 
الرئيسيةأحدث الصورشات السخنهالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
همس القوافي
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
جرح القصيدة
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
حمووو
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
صحراوية
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
أميرة بكلمتي
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
الغريبة
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
ابو الريم
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
بركان حب
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
الكينك السوري
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
ابو الحسن
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_rcapالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Voting_barالدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 19 بتاريخ السبت ديسمبر 31, 2022 11:53 am
body onbeforeprint="onbeforeprint()" onafterprint="onafterprint()"onselectstart="return false" oncontextmenu="return false">

 

 الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور ..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جرح القصيدة

جرح القصيدة


الجنس : ذكر

الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Empty
مُساهمةموضوع: الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور ..   الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Emptyالسبت أبريل 24, 2010 8:24 am



بسم
الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم و رحمة
الله و بركاته


موضوع هام لفت انتباهي بأحد المواقع
فأحببت أن تشاركوني الإطلاع على هذا الدليل القيم


و
الشكر موصول لصاحب الموضوع الأصلي و جزاه الله خيرا

دليل المسجد الأقصى
المبارك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

هذا الدليل

يعرض الدليل في بابه
الأول عرضاً موجزاً لتاريخ القدس منذ تأسيسها على يد اليبوسيين
وحتى بداية هذا القرن، ثم يتحدث في الباب الثاني عن قدسية وإسلامية الحرم
القدسي
يليه وصف عام للحرم .

ثم يتطرق في الأبواب التالية للحديث عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة

وسائر المقدسات والآثار في الساحات بشي من التفصيل
كما زوّد الدليل بعدد من المخططات الهندسية التي تساعد في استيعاب
المعلومات الواردة فيه .

وباعتقادنا أن الدليل بهذه الأبواب يعطي صورة كافية للزائر عن المسجد
الأقصى ومنشآته
ويضعه في جو من متعة المعرفة إلى جانب ما يكتسبه من راحة نفسية وسمو روحي
من خلال العبادة والزيارة، وقد وازن الدليل بين المستوى الأكاديمي الجيد
وبين العرض بصورة مبسطة يفهمها الجميع .


القدس

نبذة تاريخية (1)


تعتبر مدينة القدس من أقدم المدن التاريخية في العالم، حيث
يزيد عمرها عن (45) قرناً
وهي مهد الديانات السماوية الثلاثة، اليهودية والنصرانية والإسلام .

وقد عرفت القدس بأسماء عديدة على مر العصور كان أهمها، يبوس، أورشاليم
إيليا كابتولينا، إيلياء، بيت المقدس، القدس، القدس الشريف .

يبوس هو الاسم الأقدم الذي عرفت به القدس قبل حوالي (4500) سنة
وذلك نسبة لليبوسيين الذين ينحدرون من بطون العرب الأوائل في الجزيرة
العربية
ويعتبر اليبوسيون السكان الأصليون للقدس
فهم أول من سكنها حينما نزحوا إليها مع من نزح من القبائل العربية
الكنعانية
حوالي سنة (2500 ق.م)، حيث استولوا على التلال المشرفة على المدينة
القديمة
وبنوا قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية من يبوس عرفت بحصن يبوس
الذي يعرف بأقدم بناء في القدس وذلك للدفاع عن المدينة
وحمايتها من هجمات وغارات العبرانيين والمصريين (الفراعنة) .

وكما اهتم اليبوسيون بتأمين حصنهم ومدينتهم بالمياه
فقد احتفروا قناة تحت الأرض لينقلوا بواسطتها مياه نبع جيحون (نبع
العذراء)
الواقع في وادي قدرون (المعروفة اليوم بعين سلوان) إلى داخل الحصن
والمدينة .

كما عرفات القدس بأورشالم نسبة إلى الإله (شالم) إله السلام لدى
الكنعانيين
حيث ورد ذكرها في الكتابات المصرية المعروفة بألواح تل العمارنة
والتي يعود تاريخها إلى القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد.

وظلت يبوس بأيدي اليبوسيين والكنعانيين حتى احتلها النبي داود عليه السلام
(1409ق.م)
فأطلق عليها اسم (مدينة داود)، واتخذها عاصمة له، ثم آلت من بعده لابنه
الملك سليمان
وازدهرت في عهده ازدهاراً معمارياً كبيراً، وفي هذه الحقبة سادت الديانة
اليهودية في المدينة .

وفي سنة 586 ق.م دخلت القدس تحت الحكم الفارسي عندما احتلها نبوخذ نصر
وقام بتدميرها ونقل السكان اليهود إلى بابل .

وبقيت القدس تحت الحكم الفارسي حتى احتلها الاسكندر المقدوني في سنة 332
ق.م.
وقد امتازت القدس في العهد اليوناني بعدم الاستقرار خاصة بعد وفاة
الاسكندر المقدوني
حيث تتابعت الأزمات والخلافات بين البطالمة
(نسبة إلى القائد بطليموس الذي أخذ مصر وأسس فيها دولة البطالمة)
والسلوقيين (نسبة إلى القائد سلوقس الذي أخذ سورية وأسس فيها دولة
السلوقيين)
الذي حاول كل منهما السيطرة على المدينة وحكمها .

وفي سنة 63ق.م استطاع الرومان أن يحتلوا القدس على يدي قائدهم بومبي
وفي سنة 135 ميلادي قام الإمبراطور الروماني هادريانوس بتدمير القدس
تدميراً شاملاً
حيث أقام مكانها مستعمرة رومانية جديدة أسماها (إيليا كابتولينا) .

وظلت تعرف القدس بإيليا أيضاً في العصر البيزنطي (330-636م)
ذلك العصر الذي اعترف فيه بالديانة المسيحية كديانة رسمية للإمبراطورية
البيزنطية
عندما اعتنقها الإمبراطور قسطنطين
وفي عهده قامت أمه الملكة هيلانة ببناء كنيسة القيامة سنة 335 م .

وفي سنة 614م استولى الفرس للمرة الثانية على القدس
وقاموا بتدمير معظم كنائسها وأديرتها، وظلت تحت الحكم الفارسي حتى استردها
هرقل منهم
سنة 627 م فظلت تحت الحكم البيزنطي حتى الفتح الإسلامي .

ولما كان الإسلام ديناً عالمياً لا يقتصر على العرب
فقد وقع على كاهل العرب والمسلمين نشره في كافة البلدان
فكانت الفتوحات الإسلامية وكانت فلسطين من أول البلدان التي سارت إليها
الجيوش الإسلامية
وبعد هزيمة الروم في معركة اليرموك أصبح الأمر سهلاً بالنسبة للمسلمين
للوصول إلى القدس وفتحها، وفي سنة 15 هجرية / 636 ميلادية
دخل الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب القدس صلحاً وأعطى لأهلها الآمان
من خلال وثيقته التي عرفت بالعهدة العمرية .

وبقدوم المسلمين إلى القدس تبدأ حقبة جديدة في تاريخها
حيث توالت سلالات الخلافة الإسلامية على حكمها تباعاً، فحكمها بعد الخلفاء
الراشدين:
الأمويون، والعباسيون، والطولونيون، والأخشيديون، والفاطميون، والسلاجقة .


هذا وظلت تعرف القدس باسم إيلياء وبيت المقدس منذ الفتح العمري وحتى سنة
217 هجرية
عندما بدأت تعرف باسم القدس لأول مرة في التاريخ الإسلامي
وذلك بعدما زارها الخليفة العباسي المأمون سنة 216 هجرية
وأمر بعمل الترميمات اللازمة في قبة الصخرة المشرفة
وفي سنة 217هجرية قام المأمون بسك نقود حملت اسم (القدس) بدلاً من إيليا
ومن المحتمل أنه قام بذلك تأكيداً لذكرى ترميماته التي أنجزها في قبة
الصخرة(2).

وعليه تكون القدس قد سميت بهذا الاسم منذ بداية القرن الثالث الهجري
وليس كما يعتقد البعض بأن ذلك يعود إلى نهاية الفترة المملوكية (القرن
التاسع الهجري)
وتبلور فيما بعد حتى صار يعرف في الفترة العثمانية باسم (القدس الشريف) .

وفي سنة 492هجرية / 1099 ميلادية احتل الصليبيون القدس وعاثوا فيها فساداً
وخراباً
دونما اكتراث لقدسيتها ومكانتها الدينية، فارتكبوا المجازر البشعة في
ساحات الحرم الشريف
وقاموا بأعمال السلب والنهب وحولوا المسجد الأقصى إلى كنيسة ومكان لسكن
فرسانهم
ودنسوا الحرم الشريف بدوابهم وخيولهم حينما استخدموا الأروقة الموجودة تحت
المسجد الأقصى
والتي عرفت بعدهم بإسطبل سليمان
الأمر الذي يتناقض تناقضاً تاماً مع تسامح الإسلام الذي أكده وترجمه عمر
بن الخطاب
عندما دخل مدينة القدس .وما أن ظهر الحق وزال الباطل
حتى فتح الله على السلطان صلاح الدين الأيوبي بنصره على الصليبيين في
معركة حطين
سنة 583هجرية/ 1187 ميلادية
فحرر فلسطين وطهر القدس وخلصها من الصليبيين وردها إلى دار الإسلام
والمسلمين .

وظلت القدس بأيدي المسلمين، تحكم وتدار من قبل السلالات الإسلامية التي
جاءت بعد الأيوبيين
فكان المماليك والعثمانيون حتى سقطت بأيدي البريطانيين سنة 1917 م .


قدسية وإسلامية الحرم
الشريف


ارتبطت قدسية المسجد الأقصى بالعقيدة
الإسلامية منذ أن كان القبلة الأولى للمسلمين
فهو أولى القبلتين حيث صلى المسلمون إليه في بادئ الأمر نحو سبعة عشر
شهراً
قبل أن يتحولوا إلى الكعبة ويتخذوها قبلتهم وقد سمي أيضاً مسجد القبلتين
نسبة إلى ذلك (3) .

وتوثقت إسلامية المسجد الأقصى بحادثة الإسراء والمعراج
تلك المعجزة العقائدية التي اختصت برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
حيث قال فيها سبحانه وتعالى (4) :

{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي
باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} .

فقد أسري برسول الله عليه الصلاة والسلام ليلاً من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى
في بيت المقدس في السابع والعشرين من رجب قبل الهجرة بعام
ومن بيت المقدس صعد النبي عليه السلام إلى السماء فكان المعراج .

وقد ربط الرسول عليه مكانة المسجد الأقصى بالمسجد الحرام ومسجد المدينة
فقال (5) :

{لا تشد الرحال إلا إلى
ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى} .


وما أن أدرك واستوعب المسلمون أهمية هذه المكانة الدينية الرفيعة
للمسجد الأقصى وبيت المقدس وعلاقتهما الوثيقة بالعقيدة الإسلامية
حتى بدأوا بأسلمتهما مادياً وسياسياً .

فكان الفتح العمري لبيت المقدس سنة 15 هجرية/ 636 ميلادية
عندما دخلها الخليفة عمر بن الخطاب سلماً أعطى لأهلها الأمان
من خلال وثيقته التي عرفت بالعهدة العم(6)
وقد جاءت هذه الوثيقة لتمثل الارتباط السياسي وحق الشرعية الإسلامية
بالقدس وبفلسطين
وبعد تسلمه مفاتيح مدينة القدس من بريرك الروم صفرنيوس
سار الفاروق عمر إلى منطقة الحرم الشريف التي كانت خراباً تاماً في ذلك
الوقت
وزار موقع الصخرة المشرفة وأمر بتنظيفها
كما أمر بإقامة مسجد في الجهة الجنوبية من الحرم الشريف.
وبعد ذلك نظم شؤون المدينة فأنشأ الدواوين ونظم البريد وعين العيون
وأقام يزيد بن أبي سفيان والياً وعيّن عبادة بن الصامت قاضياً فيها وعلى
جند فلسطين .

وكما كان للخليفة عمر بن الخطاب والخلفاء الراشدون
من بعده الفضل في فتح بيت المقدس وأسلمة المسجد الأقصى فعلياً
وإدخالهما دار الإسلام والمسلمين سياسياً
كان للخلفاء الأمويين الفضل في تشكيل الوجه الحضاري الإسلامي لهما.
ذلك أن الأمويين استطاعوا أن يفهموا المكانة الدينية والسياسية لبيت
المقدس والمسجد الأقصى
في ذلك الوقت خاصة في ظل انكسار القوتين العظميين الفرس والروم أمام
الدولة الإسلامية الحديثة.

فكان لا بد لهم من ترسيخ الوجه الحضاري الإسلامي في بيت المقدس
من خلال المسجد الأقصى المبارك الأمر الذي نتج عنه تعمير منطقة المسجد
الأقصى المبارك
تعميراً يتلاءم مع عظمة واستقرار ورخاء الدولة الإسلامية الفتية
حيث نفذ مشروع التعمير هذا في عهدي الخليفة عبد الملك بن مروان وابنه
الخليفة الوليد
الذي اشتمل على بناء قبة الصخرة المشرفة وقبة السلسلة في عهد الخليفة عبد
الملك،
وبناء المسجد الأقصى ودار الإمارة والأبواب ومعالم أخرى عديدة
(اندثرت جراء الهزات الأرضية العنيفة التي حدثت في بيت المقدس وفلسطين)
في عهد الخليفة الوليد التي سنأتي على تفصيلها لاحقاً في هذا الدليل .

وكأن الخليفتين اتفقا على تنفيذ هذا المشروع وحدة كاملة
حسب تخطيطات وتصميمات متفق عليها جاءت كلها وحدة كاملة متجانسة
لإكساب المسجد الأقصى المبارك ذلك الطابع المعماري الإسلامي المميز
أمام تحديات العمارة البيزنطية في المنطقة والتي تمثلت بعمارة الكنائس
وبخاصة كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم .

هذا وقد حافظ الخلفاء العباسيون قدر استطاعتهم على عمارة المسجد الأقصى
المبارك
ولكن على ما يبدو دون تغيير ملموس في ذلك الطابع المعماري الذي اختطه
ونفذه الأمويون
عوضاً عن الترميمات العديدة التي قاموا بها، وبخاصة مشروع ترميم قبة
الصخرة
الذي تم في عهد الخليفة العباسي المأمون (7) وكذلك مشروع ترميم المسجد
الأقصى
الذي تم في عهد الخليفة العباسي المهدي ( .

وكما كان للخلفاء الفاطميين أياد بيضاء في المحافظة على المسجد الأقصى
المبارك
وذلك من خلال الترميمات التي أنجزت في قبة الصخرة والمسجد الأقصى
في عهدي الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله وابنه الخليفة الظاهر لإعزاز
دين الله (9) .

وقد بدأ هذا الطابع المعماري للمسجد الأقصى المبارك بالنمو والتطور في
الفترة الأيوبية
حيث قام الأيوبيون بعد تحرير وتطهير المسجد الأقصى من الصليبيين
الذين عبثوا به وغيروا بعض ملامحه
بإرجاعه إلى ما كان عليه قبل الغزو الصليبي وإصلاحه وتعميره
وإضافة بعض المنشآت إليه، وبذلك كانت النقلة الأولى في نموه وتطوره
المعماري .

وقد ساهم المماليك مساهمة فعالة وقوية في إبراز الطابع المعماري الإسلامي
للمسجد الأقصى المبارك، حيث على يديهم كانت النقلة الثانية في نموه وتطوره
المعماري
والتي جاءت متممة لما اختطه ونفذه الأمويون وبها اكتملت صورة الحرم الشريف
المعمارية
التي تعكس إسلامية المسجد الأقصى المبارك عبر العصور
حيث قاموا بإنشاء أروقة الحرم الشريف والمدارس الدينية التي اكتنفتها
ومآذنه وأبوابه
كما قاموا بتعمير القباب والأسبلة والمساطب والمحاريب المنتشرة اليوم في
ساحة الحرم الشريف .

وقد تزامن مع صنع الطابع المعماري للمسجد الأقصى المبارك
تطبيق وتجسد المكانة الدينية له عند المسلمين والتي ذكرت في القرآن الكريم
والحديث الشريف
فلولا تلك المكانة لما نمت وتطورت القدس معمارياً
بما فيها الحرم الشريف على هذه الصورة التي نراها اليوم .

فلقد حرص المسلمون ومنذ الفتح العمري
على شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه ونشر الدعوة
الإسلامية
حتى أن الخليفة الفاروق عمر قام بتكليف بعض الصحابة الذين قدموا معه عند
الفتح (10)
بالإقامة في بيت المقدس والعمل بالتعليم في المسجد الأقصى المبارك
إلى جانب وظائفهم الإدارية التي أقامهم عليها.
فكان من هؤلاء الصحابة عبادة بن الصامت (ت34 هجرية) أول قاض في فلسطين،
وشداد بن أوس (ت 58هـ)، وتوفي هذان الصحابيان في بيت المقدس حتى توفيا
ودفنا فيها بمقبرة باب الرحمة الواقعة خارج السور الشرقي للمسجد الأقصى
(11) .

وواصل علماء الإسلام من كل حدب وصوب شد الرحال إلى المسجد الأقصى للتعليم
فيه
فكان منهم مقاتل بن سليمان المفسر (ت 150 هجرية)
والإمام الأوزاعي بن عبد الرحمن بن عمرو فقيه أهل الشام (ت 157 هجرية)
والإمام سفيان الثوري إمام أهل العراق (ت 161 هجرية)
والإمام الليث بن سعد عالم مصر (ت 175 هجرية)
والإمام محمد بن إدريس الشافعي أحد الأئمة الأربعة (ت 204 هجرية) (12) .

كما وحرص الزهاد وشيوخ الصوفية على شد الرحال إلى المسجد الأقصى للصلاة
والاعتكاف فيه والتبرك به، وذلك في القرنين الثالث والرابع الهجريين
نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: بكر بن سهل الدمياطي المحدث (ت 289
هـ)
وأحمد بن يحيى البغدادي الذي قدم إلى القدس وبقي فيها حتى توفاه الله (13)
.

وقد شهد المسجد الأقصى في القرن الخامس الهجري حركة علمية قوية
جعلت منه معهداً علمياً عالياً لعلوم الفقه والحديث.
ذلك لكثرة ما وفد إليه من علماء المسلمين وأئمتهم للتدريس فيه
والذين كان أشهرهم حجة الإسلام أبو حامد الغزالي
الذي قدم إليه في سنة 488 هجرية معتكفاً ومدرساً (14) .
وقد ذكر لنا حجة الإسلام أنه كان ثلاثماية وستون مدرساً في المسجد.
الأمر الذي يؤكد المكانة الرفيعة التي يتمتع بها المسجد الأقصى المبارك
عند المسلمين .

وبعد الفتح الصلاحي، عادت الحياة العلمية والدينية في المسجد الأقصى
بعدما انقطعت ما يقارب قرناً من الزمن إثر الاحتلال الصليبي له.
فقد عاد المسلمون على اختلاف طبقاتهم إلى شد الرحال إليه
لزيارته والصلاة والاعتكاف فيه من جهة، والعلم والتدريس والمرابطة فيه من
جهة أخرى
الأمر الذي نتج عنه تأليف كتب الفضائل الخاصة بالقدس والمسجد الأقصى
والتي اشتهرت في الفترتين الأيوبية والمملوكية نذكر منها (15) :


الجامع المستقصى في فضائل المسجد الأقصى :

تأليف الإمام الحافظ بهاء الدين أبي القاسم بن عساكر المتوفى سنة 600
هجرية .

فضائل بيت المقدس:

تأليف أبي المعالم المشرف بن المرجى بن إبراهيم المقدسي
وهو من العلماء الذي عاشوا في القدس في القرن الخامس الهجري .

باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس:

تأليف الشيخ برهان الدين الفزاري (ابن الفركاح) المتوفى سنة 729 هجرية.

مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام:

تأليف شهاب الدين أبي محمود أحمد بن محمد المقدسي المتوفى سنة 765 هجرية .


إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى:

تأليف أبي عبدالله محمد شمس الدين السيوطي المتوفى سنة 880 هجرية .


وقد وصلت فكرة إنشاء المدارس الدينية ذروتها في
العهد المملوكي
حيث عمل المماليك الذين أحبوا القدس حباً عظيماً
متمثلين بالسلاطين والأمراء والقضاة ورجالات الدولة المهمين والأثرياء
الميسورين
على بناء وتعمير المدارس الدينية والأربطة (جمع رباط) والزوايا (جمع
زاوية) (16)
في أروقة الحرم الشريف وكذلك حوله من الجهتين الشمالية والغربية
ورتبوا الوظائف فيها وأوقفوا عليها لتقوم بتمويلها والصرف عليها
هذا وقد بالغوا في حبهم لها حين أوصى بعض من مؤسسي وواقفي هذه المنشآت
بأن يدفن بعد وفاته بالمبنى الذي قام بتعميره وإنشائه
حيث نجد في معظم هذه المباني غرفة الضريح التي دفن فيها صاحبها
والذي نسب اسم المبنى أو المدرسة إليه تخليداً لذكراه .

وهكذا غدا المسجد الأقصى جامعة إسلامية عظيمة الشأن
تمثل قدرة المسلمين على الإبداع والإعمار، وإشادة بنيان حضارة فريدة
وظل المسجد الأقصى يقوم برسالته العلمية والدينية في الفترة العثمانية وحتى
يومنا هذا
ولكن ليس بالمستوى الرفيع الذي كان يتمتع به في الفترات السابقة.
هذا وقد تبلورت فكرة تقديس الحرم الشريف عند المسلمين
حتى أن بعض حجاج الشام جعلوا زيارة المسجد الأقصى وقبة الصخرة مبدأ الحج
(الإهلال بالحج والعمرة) إلى الحجاز (17).
ولم يقتصر الأمر على حجاج بلاد الشام وحسب بل شمل الحجاج من البلدان
الإسلامية الأخرى
الأمر الذي نتج عنه فكرة القدوم للعيش والمرابطة في القدس
وخير دليل على ذلك المسلمون الذين قدموا من شمال أفريقية
للعيش والمرابطة في القدس (18) والمواظبة على الصلاة في المسجد الأقصى
المبارك
والذين ما زالوا يرابطون فيها مع إخوانهم المسلمين أحفاد أولئك الصحابة
الغرّ الميامين
الذين وفدوا مع الفتوحات الإسلامية
عاملين في ذلك بما جاء عن الرسول الكريم محمد صلى الله وسلم الذي قال (19)
:

{لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين
لا يضرهم من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك، قالوا يا رسول
الله
وأين هم؟ قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس}
.


وصف عام
للحرم الشريف


المقصود بالحرم الشريف تلك المنطقة التي
تقوم على ربوة أو منصة
شبه منحرفة الأضلاع والواقعة في الجهة الشرقية الجنوبية للقدس القديمة
حيث بلغت قياسات أطوال حدودها كالآتي (20) : (انظر خريطة الموقع)


الحد الجنوبي (281 م) .

الحد الشمالي (310م) .

الحد الشرقي (462م) .

الحد الغربي (491م) .


كما وأحيطت هذه
المنطقة من الجهتين الجنوبية والشرقية بسور المدينة
الذي يعود تاريخه للفترات الإسلامية الأيوبية والمملوكية والعثمانية
وأما من الجهتين الشمالية والغربية فقد أحيطت بأروقة تم بناؤها في
الفترتين الأيوبية والمملوكية .

ويكتنف هذه المنطقة الصخرة الشريفة التي عرج منها الرسول محمد عليه الصلاة
والسلام
إلى السماوات العلى، والقبة التي بنيت فوقها (قبة الصخرة المشرفة)
والمسجد الأقصى المبارك، والمآذن والأروقة والمدارس الدينية والقباب
والأسبلة
والمساطب والمحاريب، والمنطقة جميعها بما فيها، مباركة لدى المسلمين بدليل
قوله تعالى:


{سبحان الذي أسرى
بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه
من آياتنا إنه هو السميع البصير} .


هذا
وقد أطلق على هذه المنطقة بكاملها اسم المسجد الأقصى المبارك منذ العهد
النبوي
وحتى الفترة المملوكية والتي فيها أطلق عليه اسم الحرم الشريف
حيث فصل المماليك إدارة المسجد الأقصى المبارك عن القدس
وعينوا عليه ناظراً خاصاً عرف بناظر الحرم الشريف
ثم ألحقوا به المسجد الإبراهيمي في الخليل
حيث صار يلقب صاحب هذا المنصب بناظر الحرمين الشريفين.
ذلك حسب ما ورد مراراً وتكراراً في النقوش الإسلامية المملوكية
التي جاءت لتوثيق معظم المعالم المعمارية في الحرم الشريف (21) .

وقد بقي هذا الاسم متداولاً بين المسلمين حتى يومنا هذا
مستخدمين اسم المسجد الأقصى المبارك للدلالة على القسم المغطى من المسجد
الأقصى أحياناً
وللدلالة على الجزء الشريف أحياناً أخرى. كما وعرف الحرم الشريف باسم الحرم
القدسي .

ومن الجدير بالتنويه إلى أنه لم يطرأ أي تغيير على حجم مساحة الحرم الشريف

عبر فترات التاريخ الإسلامي المتعاقبة وحتى يومنا هذا .

وللحرم الشريف أربعة عشر باباً، أربعة منها تم إغلاقها بعد الفتح الصلاحي
للقدس
كإجراء أمني لحمايته وهي: باب الرحمة الواقع في الجهة الشرقية
والأبواب الثلاثة المعروفة أثرياً بالمنفرد والمزدوج
والثلاثي الواقعة في الجهة الجنوبية للحرم الشريف.

وأما الأبواب المفتوحة فهي على الترتيب :


في الجهة الغربية :

باب
المغاربة (المعروف أيضاً باب النبي)، باب السلسلة (المعروف أيضاً بباب
داود)
باب المتوظأ (المعروف أيضاً بباب المطهرة)
باب القطانين , باب الحديد (المعروف أيضاً بباب أرغون)
باب الناظر (المعروف أيضاً بباب علاء الدين البصيري وباب ميكائيل وباب
الحبس وباب المجلس)
باب الغوانمة (المعروف بباب الخليل وباب الوليد) .


في الجهة الشمالية:


باب العتم
(المعروف بباب شرف الأنبياء وباب الداودية وباب فيصل)
باب حطة، وباب الأسباط (22)
.

وللحرم
الشريف أربعة مآذن هي (23) :


مئذنة
باب المغاربة الواقعة في الركن الجنوبي الغربي للحرم الشريف .

مئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية للحرم الشريف بالقرب من باب
السلسلة .

مئذنة باب الغوانمة الواقعة في الركن الشمالي الغربي للحرم الشريف .

مئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية للحرم الشريف .


وقد زود الحرم الشريف بمصادر المياه، حيث حرص
المسلمون
عبر التاريخ الإسلامي للحرم الشريف على حفر الآبار وبناء الصهاريج
والسقايات
والأسبلة المنتشرة جميعها في ساحة الحرم الشريف (24) .


هذا وتدار شؤون الحرم الشريف الإدارية والمالية،
اليوم من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية
التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في عمان
وقد ألحقت بالحرم الشريف مكاتب ومؤسسات دائرة الأوقاف الإسلامية
الواقعة داخل الحرم الشريف مثل:
المتحف الإسلامي ومكتبة المسجد الأقصى ومدارس ثانوية الأقصى الشرعية
ودور القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وغيرها .


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maxy.rigala.net/forum.htm
جرح القصيدة

جرح القصيدة


الجنس : ذكر

الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور ..   الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Emptyالسبت أبريل 24, 2010 8:53 am

قبة
الصخرة المشرفة


تعتبر قبة الصخرة
المشرفة إحدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم:

ذلك أنها إضافة
إلى مكانتها وقدسيتها الدينية

تمثل أقدم نموذج في
العمارة الإسلامية من جهة. ولما تحمله من روعة
فنية وجمالية
تطوي بين
زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى

حيث جلبت
انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا

لما امتازت به
من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية حتى اعتبرت آية من في
الهندسة المعمارية .


تتوسط قبة الصخرة
المشرفة تقريباً ساحة الحرم الشريف

حيث تقوم على فناء
(صحن) يرتفع عن مستوى ساحة الحرم حوالي 4م

ويتوصل إليها من خلال
البوائك (القناطر) التي تحيط بها من جهاتها الأربع .

بنى هذه القبة
المباركة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)

حيث بدأ العمل
في بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م.

وقد اشرف على
بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة

وهو من بيسان فلسطين
ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس (1) .

وقد وضع تصميم
مخطط قبة الصخرة المشرفة على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة

تدل على مدى
إبداع العقلية الهندسية الإسلامية

حيث اعتمد المهندس
المسلم في تصميم هيكلها وبنائها على ثلاث دوائر هندسية

ترجمت بعناصر
معمارية لتشكل فيما بعد هذا المعلم والصرح الإسلامي العظيم.

وما العناصر
المعمارية الثلاثة التي جاءت محصلة تقاطع مربعين متساويين فهي:

القبة التي
تغطي الصخرة وتحيط بها، وتثمينتين داخلية وخارجية تحيطان بالقبة

نتج فيما
بينهما رواق داخلي على شكل ثماني الأضلاع (2) . (أنظر لوحة رقم 1،2) .

فأما القبة
التي جاءت بمثابة الدائرة المركزية التي تحيط بالصخرة

فإنها تجلس على
رقبة تقوم على أربع دعامات حجرية (عرض كل منها ثلاثة أمتار)

واثنين عشر
عموداً مكسوة بالرخام المعرق، تحيط بالصخرة بشكل دائري

ومنسق بحيث
يتخلل كل دعاة حجرية ثلاثة أعمدة رخامية.

وتتكون القبة من
طبقتين خشبيتين داخلية وخارجية وقد نصبتا على إطار خشبي يعلو رقبة القبة.

كما زينت القبة
من الداخل بالزخارف الجصية المذهبة

وأما من الخارج فقد
صفحت بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب .

وأما رقبة القبة فقد
زينت من الداخل بالزخارف الفسيفسائية البديعة

كما فتح فيها
ست عشرة نافذة لغرضي الإنارة والتهوية .

وأما التثمينة
الداخلية فتحتوي على ثماني دعامات حجرية

يتخللها بين كل دعامة
وأخرى عمودان من الرخام تعلوها عقود نصف دائرية

متصلة ببعضها
البعض بواسطة جسور خشبية مزخرفة

حيث زينت هذه العقود
بالزخارف الفسيفسائية المطلية بالذهب .

وأما التثمينة
الخارجية فتتألف من ثماني واجهات حجرية

فتح في أربع منها
المقابلة للجهات الأربع باب، كما فتح من كل واجهة منها خمسة شبابيك.

وقد كسيت
الواجهات من الداخل بالبلاط الرخامي الأبيض.

وأما من الخارج
فقد كسي القسم السفلي للواجهات بالبلاط الرخامي الأبيض.

وأما من الخارج
فقد كسي القسم السفلي للواجهات بالبلاط الرخامي الأبيض

والقسم العلوي
بالقاشاني، علماً بأنها كانت مكسوة بالفسيفساء المزخرفة في الفترة الأموية
(3)

وكما تم تغطية سقفي الرواقين الممتدين من التثمينة
الخارجية

وحتى القبة بجمالونات خشبية صفحت من الداخل بألواح خشب
دهنت وزخرفت بأشكال مختلفة

وأما من الخارج فقد
صفحت بألواح من الرصاص .

وأما القياسات
الهندسية لأبعاد القبة فقد جاءت على النحو التالي:

قطر القبة
الداخلي (29,44م) وارتفاع رقبتها (9,8م). قطر المبنى بشكل عام (52م)

وارتفاعه (54م)
وأما أضلاع المثمن فيبلغ طول كل منها (20,60م) على ارتفاع (9,5).

علماً بأن
أبعاد الصخرة المشرفة نفسها (17,70م و 13,50م) (4) .

ويقوم أسفل
الصخرة المشرفة كهف صغير يعرف بالمغارة

مربع الشكل تقريباً
(4,5 م2) ومتوسط ارتفاعه 3 م. وقد أقيم في جهته القبلية محرابان

أحدهما وهو
الواقع في الجانب الشرقي للمغارة يعود إلى تاريخه للفترة الأموية

والثاني في
الجانب الغربي لها والذي يعود تاريخه لفترات متأخرة .


تاريخ
بناء قبة الصخرة المشرفة



الأمويون هم من بنى قبة الصخرة

لقد بات
معروفاً تماماً أنه تم الفراغ من بناء قبة الصخرة المشرفة عام 76هـ/ 691م

أي في فترة
الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)

وذلك حسب النص
المادي والموجود حتى يومنا الحاضر

والذي يتمثل بالنقش
التذكاري المعمول من الفسيفساء المذهبة بالخط الكوفي الأموي

والواقع أعلى
التثمينة الداخلية للقبة في الجهة الشرقية الجنوبية منها (5) .

يقول النص
(( .. بنى هذه
القبة عبدالله الإمام المأمون أمير المؤمنين في سنة اثنتين وسبعين تقبل
الله منه ..))

وهنا لا للقارئ أن يتساءل كيف تداخل اسم
"المأمون"

الخليفة العباسي (198-218 هـ/ 813 – 833م)
مع التاريخ 72 هـ .

والجواب هنا أنه أثناء أعمال الترميم
التي جرت في فترة الخليفة العباسي المأمون

قام أحد الفنيين
بتغيير اسم عبد الملك الخليفة الأموي مؤسس وباني قبة الصخرة

ووضع مكانه اسم
"المأمون" ولكنه نسي أن يغير التاريخ حيث تم اكتشاف الأمر بسهولة

ولا نظن هنا
أنه كان للمأمون رياً في هذا الأمر

وإنما جاء من قبيل
الصدفة على يدي أحد الصناع .

ولكننا نقول حتى ولو
تم تغيير التاريخ فإنه من الصعب القبول به:

ذلك أن التحليل
المعماري لمخطط قبة الصخرة يعود بعناصره وزخارفه إلى الفترة الأموية (6)

وليست العباسية
إضافة إلى ما ورد في المصادر التاريخية (7) من نصوص تؤكد

أن الخليفة
الأموي عبد الملك بن مروان هو نفسه الذي قام ببناء هذه القبة

وصرف على
بنائها خراج مصر لسبع سنين .

فلو أجرينا حسابات
للمبالغ الطائلة التي أنفقت لبناء هذا المعلم الحضاري

والذي رصد
لبنائه خراج أكبر ولاية إسلامية (مصر) ولمدة سبع سنوات

فإننا سنجدها
اليوم تقدر بملايين الدولارات.

وإن دل هذا على شيء
فإنما يدل على الاستقرار والرخاء الذي كان يعم الخلافة الإسلامية

في الفترة
الأموية والتي تعكس تأثير القوة الاقتصادية لهذه الخلافة الإسلامية الحديثة

أمام الإمبراطوريتين العظميين البيزنطية والفارسية في ذلك
الوقت .

وهذا يقودنا إلى السؤال عن السبب الكامن
خلف بناء قبة الصخرة بهذه الفخامة والعظمة

فمما لا شك فيه أن
السبب المباشر في بناء هذه القبة هو السبب الديني

حيث لولا وجود
"الصخرة" بالتحديد التي عرج عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم

حسب ما هو مثبت
في العقيدة الإسلامية لما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة

والروايات
التاريخية المنقحة، فلولا وجود هذه الصخرة كرمز ديني إسلامي

ارتبطت بمعجزة
الإسراء والمعراج لما قدم الخليفة عبد الملك بن مروان

ليشيد هذه
القبة فوقها .

وهذا يجعلنا نستبعد التبرير السياسي الذي
أورده اليعقوبي (Cool

واتهم فيه الخليفة الأموي عبد الملك بن
مروان بنية

تحويل قبلة الحجاج عن الكعبة المشرفة في
مكة المكرمة إلى الصخرة في بيت المقدس

مانعاً في ذلك مبايعة
الحجاج لعبدالله بن الزبير في مكة.

إذ لا يخفى عن بال كل
فطين شيعية المؤرخ اليعقوبي ومدى معارضته للخلافة الأموية

التي أكثر من
تشويه صورتها أمام الخلافة العباسية .

فليس من المنطق إذن
أن نقبل رواية مدسوسة على الخليفة

الذي حكم فترة تزيد عن
العشرين سنة وعرف عنه خلالها الحزم والحكمة السياسية

وقوة الإرادة
وبعد النظر والاهتمام بالعقيدة الإسلامية

فكيف يعقل لخليفة في
مثل هذه الصفات وصاحب تاريخ عظيم

أن يقدم على التلاعب
بركن من أركان الإسلام (الحج) بهذه البساطة التي يرويها اليعقوبي .

ولكننا نتساءل
هل كان ضرورياً أن يبنيها بهذه العظمة والفخامة

إذ كان يستطيع
أن يبنيها بشكل أبسط وغير مكلف

ولكن إذا أمعنا النظر
بالظروف التي أحاطت بتلك الفترة عشية بناء القبة

وحللناها نجد
أنه كان لا بد لأمير المؤمنين الخليفة عبد الملك بن مروان

أن يبني هذه
القبة بهذا الشكل لإظهار عظمة وقوة الخلافة الإسلامية الحديثة في حينها

أمام القوتين
العظميين الفرس والروم. ذلك أنه إبان الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام

كان السكان في
هذه البلاد إما نصارى أو وثنيين ومنهم من دخل الإسلام مع الفتوحات

ولكنهم بقوا
ضعفاء الإيمان فكيف لا وهم اعتادوا على رؤية الحضارة البيزنطية تتألق

من خلال
مبانيها الفخمة مثل الكنائس والقلاع وخاصة كنيسة القيامة في القدس الشريف

وكنيسة المهد
في بيت لحم (9). فما كان للخليفة الأموي إلا أن يبني هذه القبة العظيمة

محاكياً فيها
العمارة البيزنطية ليبين ويثبت للسكان مدى وقوة الدولة الإسلامية الجديدة .

وقد أكد هذا السبب المؤرخ الجليل المقدسي المتوفى عام
985م

حينما وضحه أثناء مناقشته مع عمه (البناء) بخصوص
العمارة الأموية

في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وولده
الوليد

حيث يقول في ذلك ما نصه على لسان عمه (10)
((.. ألا ترى
أن عبد الملك لما رأى عظم قبة القمامة (القيامة)

وهيئتها خشي أن
تعظم في قلوب المسلمين فنصب على الصخرة قبة على ما ترى ..)) .


المسلمون
والمحافظة على قبة الصخرة

وقد اهتم المسلمون
برعاية وعناية قبة الصخرة المشرفة

على مر الفترات
الإسلامية المتعاقبة

وبخاصة بعد ما كان يحدث بها من خراب
جراء التأثيرات الطبيعية

مثل الهزات الأرضية والعواصف والأمطار
والحرائق.

فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان في ترميمها
والحفاظ عليها


العباسيون

إن ما شاع
عن العباسيين أنهم لم يهتموا بالحرم الشريف وعمارته ليس صحيحاً

فقد أشرنا
سابقاً إلى أنهم حافظوا قدر استطاعتهم على عمارته

ولكن على ما
يبدو دون تغيير ملموس في ذلك الطابع المعماري الذي نفذه الأمويون

فقد قام
الخليفتان المنصور والمهدي بترميم المسجد الأقصى المبارك

بعد الخراب
الذي أصابه جراء الهزات الأرضية التي حدثت في تلك الفترات

والذي سنأتي
على شرحه لاحقاً .

ففي سنة 216هـ/ 831م، زار الخليفة
العباسي المأمون (198-218 هـ/ 813 – 833م)

بيت المقدس وكان قد
أصاب قبة الصخرة شيء من الخراب فأمر بترميمه وإصلاحه

والأمر تطور
على ما يبدو ليصبح مشروع ترميم ضخم اشتمل على قبة الصخرة المشرفة

مما حدا
بالمأمون أن يضرب فلساً يحمل اسم القدس لأول مرة في تاريخ مدينة القدس

وذلك في سنة
217 هـ كذكرى لإنجاز ترميماته تلك .

وفي عهد الخليفة
العباسي المقتدر بالله (295 –320/ 908 – 932م)

في سنة 301
هجرية/ 913 ميلادية، تمت أعمال ترميمات خشبية في قبة الصخرة

اشتملت على
إصلاح قسم من السقف وكذلك عمل أربعة أبواب خشبية مذهبة

بأمر من أم
الخليفة المقتدر، حيث تم الكشف عن ذلك من خلال شريط كتابي مكتوب بالدهان
الأسود

وجد على بعض الأعمال الخشبية في القبة، حيث كتب عليها ما
نصه (11) :

بسم الله الرحمن الرحيم
بركة من الله
لعبد الله جعفر الإمام المقتدر بالله أمير المؤمنين حفظه الله لنا

مما أمرت به
السيدة أم المقتدر بالله نصرها الله

وجرى ذلك على يد لبيد
مولى السيدة، وذلك في سنة إحدى وثلثماية)) .


الفاطميون

وفي الفترة الفاطمية
تعرضت فلسطين لهزات أرضية عنيفة:

منها التي حدثت سنة
407 هـ/ 1016 م، والتي أدت إلى إصابة قبة الصخرة

وإتلاف بعض
أجزاء القبة الكبيرة (12)

حيث بدئ بترميمها في عهد الخليفة الفاطمي
الحاكم بأمر الله (386 – 411هـ/ 996-1021)

واستكمل في عهد ولده
الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله (411-427هـ/1021-1036م).

وقد اشتملت
الترميمات على القبة وزخارفها

وتمت على يدي علي بن
أحمد في سنة 413هـ/1022 م

وذلك حسب ما ورد في الشريط الكتابي
الواقع في الدهليز الموجود في رقبة القبة (13) .


الاحتلال الصليبي

لقد عانت قبة الصخرة
كثيراً مثلما عانت معظم المساجد الإسلامية في فلسطين

من الاحتلال
الصليبي فعندما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 493هـ/ 1099م

قاموا بتحويل
مسجد قبة الصخرة إلى كنيسة

عرفت بذلك الوقت باسم
"هيكل السيد العظيم/ Temple Domini (14)

فانتهكوا قدسيتها
وبنوا فوق الصخرة مذبحاً ووضعوا فيها الصور والتماثيل.

مبيحين في ذلك
ما حرمه الإسلام في أماكنه المقدسة .

ومن الطريف بالأمر أن
قساوسة ذلك الوقت اعتادوا على المتاجرة بأجزاء من الصخرة

كانوا يقتطعوها
من الصخرة ليبيعوها للحجاج والزوار ليعودوا بهذه القطع إلى بلادهم

بحجة التبرك
والتيمن بها. وعلى ما يبدو أنها كانت تجارة رابحة جداً للقساوسة

حيث كانون
يبيعون تلك القطع بوزنها ذهباً

الأمر الذي حدا بملوك
الفرنج إلى كسوة الصخرة بالرخام

وإحاطتها بحاجز حديدي
مشبك لحمايتها والإبقاء عليها

خوفاً من زوالها إذا
استمر القساوسة بهذه التجارة (15) .


الأيوبيون


ولم يشأ الله عز وجل أن يطيل معاناة قبة
الصخرة المشرفة من ذلك الاحتلال الغاشم

حتى هيأ سبحانه
وتعالى القائد الجليل صلاح الدين (564 – 589 هجرية/ 1169-1193 ميلادية)

لتحرير فلسطين
واستردادها من الصليبيين سنة 583هجرية/ 1187 ميلادية (16) .

وبذلك تطهرت
قبة الصخرة المشرفة من النجس الذي كان عالقاً بها

حيث قام صلاح
الدين بإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الصليبيين

وإزالة جميع
بصماتهم التي وضعوها عليها

فقد قام بإزالة المذبح
الذي أضافوه فوق الصخرة والبلاط الرخامي

الذي كسوا به الصخرة
والصور والتماثيل

وكذلك أمر بعمل صيانة وترميم لما يحتاجه
المبنى

حيث تم تجديد تذهيب القبة من الداخل وذلك حسب ما نجده
اليوم مكتوباً

من خلال الشريط الكتابي الواقع بداخل
القبة والذي جاء فيه ما نصه (17) :

((بسم الله الرحمن
الرحيم. أمر بتجديد تذهيب هذه القبة الشريفة

مولانا السلطان
الملك الناصر العالم العادل العامل صلاح الدين يوسف بن أيوب

تغمده الله
برحمته. وذلك في شهور سنة ست وثمانين وخمسمائة)) .

هذا ولم يغفل
المجاهد صلاح الدين عن متابعة مبنى قبة الصخرة والحفاظ عليها

فنراه قد رتب
للمسجد إماماً وعين لخدمته سدنة ووقف عليه الوقوفات

لكي ينفق
ريعها لصالح قبة الصخرة المشرفة (18) .

وقد استمر الأيوبيون
بعد صلاح الدين بالاهتمام بقبة الصخرة والحفاظ عليها

حيث تشير
المصادر التاريخية (19) إلى أن معظمهم كانوا يكنسون الصخرة بأيديهم

ثم يغسلونها
بماء الورد باستمرار لتظل نظيفة معطرة

كما أن الملك العزيز
عثمان بن صلاح الدين (589-595 هجرية/ 1193-1198ميلادية)

قام بوضع
الحاجز الخشبي الذي يحيط الصخرة (20) لحمايتها

بدلاً من
الحاجز الحديدي الذي وضعه الصليبيون .


العثمانيون

نستطيع القول أن تاريخ
بناء قبة الصخرة المشرفة قد دخل مرحلة جديدة وطويلة في الفترة العثمانية

التي استمرت
أربعة قرون، حيث لم تنقص أهمية المحافظة والصيانة لقبة الصخرة

بل قل إنها
زادت وتضاعفت (26) .

فكان أول سلاطين العثمانيين الذين اهتموا
بقبة الصخرة ورعايتها

هو السلطان سليمان القانوني
(926-974هجرية/ 1520-1566ميلادية)

الذي استطاع أن يصبغ
قبة الصخرة بالفن العثماني من خلال مشروعه الكبير

المشار إليه في
نقشه التذكاري (27) الموجود فوق الباب الشمالي لقبة الصخرة

والذي اشتمل
على استبدال الزخارف الفسيفسائية

التي كانت تغطي واجهات
التثمينة الخارجية والتي ظلت قائمة منذ الفترة الأموية

فترة تأسيس
وبناء قبة الصخرة وحتى الفترة العثمانية

وقد استبدلت بالبلاط
القاشاني المزجج والملون في سنة 959هجرية/ 1552ميلادية

مما أكسب قبة
الصخرة روعة وجمالاً فائقين من الخارج كما هي من الداخل .

كما قام بتجديد
النوافذ الجصية الواقعة في رقبة القبة وذلك في سنة 945هجرية/ 1538ميلادية

ولقد حرص سلاطين العثمانيين بشدة خلال فترات توليهم
الطويلة

على استمرارية الحفاظ على مسجد قبة الصخرة
حتى أنهم قاموا
بتشكيل لجنة لتختص بشؤون إعمار قبة الصخرة والمسجد الأقصى

تألفت من شيخ
الحرم وأمين البناء وأمين الدفتر (28) .

ومن مشاريع الترميمات
العثمانية المهمة تلك التي أنجزت في عهدي السلطانين

عبد المجيد
الأول (1255-1277 هجرية/ 1839-1861ميلادية)

والسلطان عبدالعزيز
(1277-1293هجرية/ 1861-1876ميلادية)

حيث تم إنجاز أعمال
ترميمات ضخمة استمرت مدة من الزمن

كلفت خزينة الدولة
أموالاً طائلة، حيث استدعي خبراء ومهندسون من خارج البلاد

لتقوية وصيانة
المبنى الأساسي للقبة وزخارفها من الداخل والخارج (29) .

وفي عهد
السلطان عبد الحميد الثاني (1293-1327 هجرية/ 1876-1909ميلادية)

تم كتابة سورة
(يس) الموجودة حالياً في أعلى واجهات التثمينة الخارجية

وقد كتبت بالخط
الثلث على القاشاني

كما أمر السلطان عبد الحميد بفرش مسجد
قبة الصخرة المشرفة بالسجاد الثمين (30) .

ومن الجدير بالإشارة
إلى القبة الصغيرة التي تقوم إلى الغرب من مدخل المغارة

والتي على ما
يظهر أنها أضيفت في الفترة العثمانية والتي عرفت بحجرة شعرات النبي عليه
السلام

وقد قال المؤرخ المقدسي الجليل عارف العارف بخصوصها ما
نصه (31)

(.. وقد عهد إلى آل الشهابي من الأسر القديمة في بيت
المقدس بمهمة الاحتفاظ بهاتين الشعرتين

من شعر النبي ويحتفل
القوم بها مرة في كل سنة، ..

في اليوم السابع
والعشرين من شهر رمضان..)) .


المجلس
الإسلامي الأعلى


هذا وقد أخذ المجلس
الإسلامي الأعلى على عاتقه مسؤولية الحفاظ على قبة الصخرة المشرفة

حيث قام في
الفترة ما بين 1936-1948م

بأعمال الترميم
اللازمة والضرورية فيها مستعيناً بالخبراء والمختصين في هذا المجال(32).

وقد استمرت
الترميمات في العهد الأردني، حيث سنت الحكومة الأردنية في سنة 1954م

قانون أسمته
(قانون إعمار المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة لسنة 1954م)

خولت فيه مجلس
الوزراء تعيين لجنة لإعمار المسجدين.

ومنذ ذلك الحين وحتى
هذا اليوم واللجنة تقوم بمسؤولياتها

تجاه إعمار المسجد
الأقصى وقبة الصخرة المشرفة (33) .



زخارف قبة
الصخرة المشرفة



لقد
استطاع الفنان المسلم أن يزين ويحلي قبة الصخرة المشرفة بعدة أنواع من
الزخارف

نذكر أهمها:
الزخارف الفسيفسائية،
الزخارف الرخامية، الزخارف الخشبية

الزخارف القاشانية
والخطوط كعنصر زخرفي إلى جانب وظائفه التوثيقية .

أما الزخارف
الفسيفسائية والتي تعرف بالفسيفساء فهي عبارة عن قطع زجاجية ملونة ذهبية

تميل في شكلها
إلى المربعات الصغيرة، حيث اشتهرت كعنصر زخرفي

في تجميل
العمائر الهندسية في العصر البيزنطي والعصر الأموي.

ويعود تاريخ
فسيفساء قبة الصخرة المشرفة إلى الفترة الأموية –

فترة تأسيس
وبناء قبة الصخرة

حيث استخدم الفنان المسلم الفسيفساء
ليضفي جمالاً أخّاذاً وبريقاً لماعاً

بتغطيته المساحات
الواسعة المرئية

والتي لم يقم بتغطيتها بالفسيفساء لبدت
للناظر جوفاء ومملة

وقد وزع الفنان المسلم هذه المساحات في
ست مجموعات (34) :

الوجه الخارجي للتثمينة الداخلية .
الوجه الداخلي
للتثمينة الداخلية .

بطنيات العقود الواقعة في التثمينة
الداخلية .

رقبة القبة من الخارج .
رقبة القبة من
الداخل .

المساحات الواقعة ما بين الشبابيك في القمس العلوي من
رقبة القبة .

وقد اختار الفنان المسلم ثلاثة ألوان
رئيسية

ليستخدمها في نسج زخارفه الفسيفسائية هذه
حيث اشتملت
الألوان على الأخضر والأزرق والمذهب (اللون الذهبي)

إضافة إلى
ألوان أخرى ثانوية .

وقد استطاع هذه الفنان أن يجسد روح
العقيدة الإسلامية

من خلال تصميماته للوحات الفسيفسائية
هذه، فكان لزاماً عليه أن لا يجسد

أي تصوير لإنسان أو
حيوان وذلك تماشياً مع الإسلام الذي يحرم تجسيد الأشخاص والحيوانات

فاستعاض بذلك
بعناصر زخرفية أهمها النباتات والأشجار والفواكه

والأوراق
النباتية مختلفة الأنواع والأشكال وورق الأكانشس والمجوهرات بجميع أنواعها

والمزاهر (المزهريات) والأشكال الهندسية والخط
جاءت كلها
لتكون مواضيع الرسالة التي أراد الفنان إبراقها للناظرين إليها والمتمعنين
بها

فأما النباتات (35) فقد اشتملت على أشجار مختلفة
الأنواع

كالنخيل والزيتون والرمان والتين واللوز وثمار أخرى
مختلفة ألوانه

وفواكه متنوعة وموضوعة في سلال أو صحون
وكذلك عروق النباتات

التي فاضت من المزاهر تلك المزهريات (جمع
مزهرية)

التي زينت أجسامها بمختلف المجوهرات والحلي
مثل العقود
والأساور والتيجان والأقراط والأهلة والنجوم

المفصصة جميعها
بالأحجار الكريمة والثمينة مثل اللؤلؤ (الذي نراه باللون الفضي البراق)

وغيرها حيث
ظهرت هذه العناصر في وجهي التثمينة الداخلية من الداخل والخارج

وكأن الفنان
يريد أن يذكرنا بتصويراته هذه

الأشياء الموجودة في
الجنة التي وعد الله بها المؤمنين

والتي تم وصفها في
القرآن الكريم (36) وجاء فيها من أشجار وثمار مختلفة الألوان

ومجوهرات ثمينة
وقصور .. الخ .

كما أنه ركز على تصوير التاج بصورة مكررة
والذي صممه
بشكليه البيزنطي الذي يظهر في الوجه الداخلي للتثمينة الداخلية

والساساني
(الفارسي) المعروف بالتاج ذي الأجنحة والذي يظهر في القبة من الداخل.

وكأن الفنان
أراد هنا أن يذكر بنصر الإسلام (الدولة الإسلامية)

على القوتين
العظميين البيزنطية والفارسية في ذلك الوقت فرمز إليهما بتيجانيهما

والتي تشير إلى
السلطة والملكية (37) .

أما العنصر الثالث
الذي استخدمه الفنان المسلم في تصميم لوحاته الفسيفسائية

فهو الخط، حيث
قام بعمل زنّارين بطول 240 م2 (38)

يقومان أعلى التثمينة
الداخلية من الداخل والخارج

زينهما بكتابات بالخط
الكوفي البسيط والمعمولة بالفسيفساء المذهبة

على خلفية
(أرضية) زرقاء

إن أهمية استخدام هذا العنصر تكمن في
قدمها

حيث تعتبر أقدم كتابة توثيقية لمعلم حضاري يعود تاريخه
للفترة الأموية

(72هجرية/ 691 ميلادية) من جهة
وأما من جهة
أخرى فإن مضمون ما جاءت من آيات قرآنية فيها

ليعكس أهمية
الرسالة التي أراد الفنان المسلم أن يوصلها للناظرين في ذلك الوقت

حيث اختار
نصوص آيات من القرآن الكريم الدالة على وحدانية الله سبحانه وتعالى

والتي نجدها
في سورة الإخلاص، وما تيسر من سورة مريم التي تذكر سيدنا عيسى عليه السلام

مبيناً مكانته
في الإسلام كرد على ما جاء في النصرانية من معتقدات

مثل الثالوث
النصراني (الأب والابن والروح القدس)

التي كانت شائعة في
ذلك الوقت وحتى يومنا الحاضر

فقد كان هذا الصراع
العقائدي في أوجه في الفترة الأموية

حتى أن الأمويين
اهتموا به وردوا عليه من خلال الآيات القرآنية التي تدل عليه

ومن خلال الركن
الأول من أركان الإسلام ألا وهو الشهادتان

(لا إله إلا الله
وحده لا شريك له محمد رسول الله)

حيث إنهم كرروا هذا
الركن في معظم أمورهم المادية

فهم أول من عربوا
النقود الإسلامية (السكة) ضاربين على وجهي الدينار والفلس سورة الإخلاص

وعلى ظهريهما
الشهادتين مركزين في ذلك على جوهر العقيدة الإسلامية

أما النصوص
المادية للكتابات التي زينت التثمينة الداخلية من الداخل والخارج فهي:



يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://maxy.rigala.net/forum.htm
ابو الريم
مشرف القسم الاسلامي
مشرف القسم الاسلامي
ابو الريم


الجنس : ذكر

الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور ..   الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور .. Emptyالسبت أبريل 24, 2010 11:55 am

اكثر من رائعة
مشكور على ها المعلومة و ها الصور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدليل الكامل عن المسجد الأقصى المبارك و بالصور ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إلى كل شخص لم يشاهد المسجد الأقصى من الداخل - تفضل هنا
» المسجد الأموى
» الملف الكامل.. للاغتيالات السياسية حصريا على السخنه الشماء الجزء الاول
» الملف الكامل.. للاغتيالات السياسية حصريا على السخنه الشماء الجزء الثانى
» الملف الكامل.. للاغتيالات السياسية حصريا على السخنه الشماء الجزء الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السخنة الشماء جوهرة لكل العرب :: قسم التاريخ والقبائل العربية :: منتدى السخنة الشماء التاريخ العام-
انتقل الى: