هلوسات:
زرٌ مقطوع ،
خيطان متلعثمةٌ
رائحة بول ٍ
...طفولةٌ سوداء
،
هذا الحائط
وكر العصافير ،
بندقية أبي
جنزرت مراجيح الفرح
قطعت ِ الحبلَ
،
طشت ٌ مرفوس
عشرات المرات
صوت تحطم الأعصاب
كان يدميني إهماله بهذا الشكل ،
يحمي ذنوبي أكثر من أم ،
أحنّ من أب ،
سنوات طويلةٌ
انكبت أمي فوقه ،
تدعو عليّ ....وعلى الطبيب
الذي لم يحلّ مشكلة تبوّلي الُمزمِنَة ،
،
فاجأنا العصافير
فوق جُزُرِ النوم ،
سبحنا مع (بلاعيط ) وسرطانات الماء
ابتلعنا كمية كبيرة من الأكاذيب ،
وحبات البندورة المختفية ....تحت ،
حفرنا الكوسا ،
أدخلنا (......)
لعبنا ألعاباً غير بريئة
تاكدنا أن الكبار
اختفوا إلى الأبد
،
أكلنا تُويجات عشب له طعم السكّر ،
حلُمنا بمجد
أن نجد ثروة في أكوام الروث
قلبنا مقاعد باص ٍ طويل
نبحث عن ليرات ٍ ترن كرعشة
...كان خلدون الغبي
وحده من يجد أشياء أغلى ،
وحده من يكسب الألعاب
الأخرى
،
لعبنا ( الطميمة ) ،
اندسست معها
في قفص القش ،
دعكنا بعضنا تحت أكوام الملابس ،
لم يكتشفونا
رغم أنهم جميعاً
كانوا يعرفون
أين نكون
،
حملتني كريشة
وضعتني فوق تلةٍ خشنة
أخرجت ْ تهدّلاً داعبته ،
طلبت التسلل من تحت
لفوق ،
حين وصلت ،
شَهَقَتْ مرةً واحدة ً ،
واختفت ْ
تبللتُ على نفسي من الرعب
،
في التبّان
اكتشفنا سرنا الأول ،
تعرفنا عليه ،
دخلت ابرُ التّبن
في مساماتنا الُمتفتّحة
كعقاب لا يُنسى
،
باضت الدجاجات
في أحضان المفاجأة
أفسحت البقرة لنا مكانا
للنوم ،
...دائماً على السطح
خلف ( الدكّ )
في ( اليوك )
تحت ( التخت ) ،
كانت ألعابنا المفضلة
الأكثر سرية
،
حينما قرّروا ذبح حَمَلِهِ ،
أخذوا الصغير إلى البرّية
قيّدوهُ إلى شجرة هلعه ِ ،
ظل يصرخ ُ
حتى حلق السماء
بعد عشرين عاماً ،
زار المكان ،
رائحةٌ متفحمةٌ ،
صرخةٌ جافة
ما تزال
،
كرهته ُ
لأنه قبّل أختي
فهمت أخيراً
سبب أقراص (دوار القمر )
المكتملة ،
بعض الثمار الناضجة
التي أترفع عن أكلها .
حين كبرنا ،
صافحتهُ
كان تحوّل إلى خريج شريعةٍ
لا يُطيقني
كنت يسارياً مُنحل
،
مات العجل
أطفأ الأب سجائر حقده
في جسد الولد
فرط أحجار الكدر جميعاً
على ظهره الطفل ،
كانت تتكرر المأساة
كلما أتينا من ( الشام )
للزيارة
اكتشفنا لاحقاً ،
أنه لم يكن غاضباً لإهماله ،
كان يكرهنا
،
على البيدر
استطعت أن أهزمه ،
المارد الذي هددني
طويلاً
لسبب أجهله ،
كل ما هنالك أنني
رميته أرضاً من حلاوة الروح
وركضت ،
وما زلت راكضاً
رغم سنواتي السبعين
غير مصدق ،
قوتي ...أم خواؤه ؟
،
خلدون ؛
أطيب وأقبح شخص عرفته ،
نطح الحائط أكثر من مرة ،
ونجا !
دهسته حوافر أبيه
غير مرة ،
فشل الموت في التقاطه مراراً ،
أكثرنا إجادة للعبة الدحل ،
لنستردها بالحيلة ،
تزوج أجمل فتاة في القرية ،
مازال يرسل سلاماته المقرونة ،
بدموع الألم .
.....حين ألقاه يعاتبني ،
يلمسني كحلم تأكد ،
كخيط من الكعبة ،
ولا يلبث أن يدور دورة كاملة ،
وينطح الحائط ،
تعبيراً أخيراً عن حزنه الشديد
لرحيلي
،
اختفى طويلاً ،
ابتكر قرداً،
ربط الأبنة من رقبتها ،
ليُدهش شوارع العاصمة ،
وضع (برنيطة ) استعراضه ،
كنا
ألعاب الخفة ،
أذهل بها الجمهور
،
من كان يصدّقُ أنهُ
حديقة إدهاش ٍ متنقلة
أنجب ثمانية مسوخ ٍ ،
اقتنى كلاباً وأرانب ،
له كنار ٌ بقدم واحدة
ونسناساً سجنه ( بالمندلون )
كان حنوناً للغاية ،
رؤوفاً إلى درجة
الفزع .
×××××الإهداء... للمخرج السوري الكبير أسامة محمد