[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في ظل التراشق الكلامي بين سوريا وإسرائيل أكّدت دمشق أن أي عمل عدواني من الجانب الاسرائيلي سوف يقابل "بالرد المناسب"، وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد حذّر الرئيس السوري بشار الاسد من انه "سيخسر الحرب والسلطة" اذا ما شنّ حربًا على اسرائيل.
دمشق: أعلنت دمشق اليوم أن أي عدوان من الجانب الإسرائيلي سوف يرد عليه ويقابل بالرد المناسب. جاء ذلك خلال اجتماع القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية التي يترأسها الرئيس السوري بشار الاسد وناقش خلاله اخر التطورات السياسية على الساحات العربية والاقليمية والدولية.
وتوقفت القيادة المركزية وفقا لبيان صحافي عند التهديدات الاسرائيلية الاخيرة ضد سوريا وما تعبر عنه من نزعة عدوانية تفضح حقيقة السياسات الاسرائيلية المعادية للسلام والقائمة على احتلال الاراضى العربية. وشددت على أهمية تحسين المناخ العربي العام واحياء التضامن وتفعيله بما يتناسب مع التحديات القائمة وبما يوفر فرص النجاح للقمة العربية المقبلة.
وأكدت أهمية تذليل كل الصعوبات للوصول بالاقتصاد الوطني الى الغايات المنشودة وكذلك أهمية توجهات الحكومة في مجال تشميل العاملين في الدولة بالتأمين الصحي.
وكانت القيادة قد استمعت الى تقرير سياسي شامل قدمه نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وتقرير اقتصادي قدمه رئيس الوزراء محمد ناجي عطرى تناول فيه أهم المنجزات والاستثمارات التي تحققت في جميع فروع الاقتصاد الوطني خلال المرحلة الماضية.
وكان حذّر وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان الخميس الرئيس السوري بشار الاسد من انه "سيخسر الحرب والسلطة" اذا ما شن حربا على اسرائيل، وسط تصعيد كلامي بين البلدين رأى محللون انه سيهدأ.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان "رسالتنا يجب ان تكون واضحة للاسد: عندما تقع حرب جديدة، لن تخسرها فقط بل ستخسر السلطة ايضًا، انت وعائلتك"، واضاف ليبرمان ان الاسد "لا تهمه ارواح الناس ولا القيم الانسانية، وانما يهتم بالسلطة فقط".
وتابع "للاسف لم يحصل حتى اليوم تلازم بين الهزيمة العسكرية وخسارة السلطة. (الرئيس المصري الاسبق) جمال عبد الناصر خسر الحرب (في 1967) ولكنه مع ذاك ظل في السلطة، وكذلك الامر بالنسبة الى (حافظ) الاسد (والد الرئيس السوري الحالي) الذي خسر الحرب (في 1973) وبقي في السلطة".
غير ان مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سعى الى تخفيف حدة النبرة فاعلن ان نتانياهو تحدث الى ليبرمان في موضوع سوريا، واكد مكتب نتانياهو في بيان ان "الرجلين يريدان التأكيد على ان سياسة الحكومة واضحة: اسرائيل تريد السلام والتفاوض مع سوريا من دون شروط مسبقة"، وتابع "في الوقت نفسه، سترد اسرائيل بقوة وتصميم على اي خطر يتهددها".
وفي الإطار عينه، قال الرئيس السوري، بشار الأسد، لوزير الخارجية الأسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس إن إسرائيل "غير جادة في تحقيق السلام لأن كل الوقائع تشير إلى أنها تدفع المنطقة باتجاه الحرب".
من جانبه، قال موراتينوس إن مشاكل الشرق الأوسط "ستكون ضمن أولويات الاتحاد الأوروبي خلال رئاسة بلاده له" مشدداً على أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين إسبانيا وسوريا حول مختلف القضايا التي تهم المنطقة.
وفي وقت لاحق، اجتمع موراتينوس مع نظيره السوري المعلم، وعقد معه مؤتمرًا صحافيًّا قال خلاله الوزير السوري، ردًّا على سؤال حول تصريحات باراك: "إسرائيل تزرع مناخ الحرب في المنطقة... وسوريا تدعوها للكف عن إطلاق التهديدات تارة ضد غزة وتارة جنوب لبنان ثم إيران والآن سوريا."
وحذّر وزير الخارجية السوري وليد المعلم اسرائيل الاربعاء من مغبة شن اي حرب على سوريا لانها في هذه الحالة ستتحول الى "حرب شاملة" لن تسلم منها المدن الاسرائيلية، على حد قوله.
وأتى كلام الوزير السوري ردا على سؤال حول التصريحات التي ادلى بها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك مساء الاثنين امام مسؤولين عسكريين كبار، وقال باراك انذاك بحسب مكتبه "في ظل عدم التوصل الى اتفاق سلام مع سوريا، قد نجد انفسنا في مواجهة عسكرية يمكن ان تؤدي الى حرب شاملة".
في الاثناء اكد فيليب ماريني مبعوث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيروت الخميس ان سوريا تسعى "الى السلام وليس الى الحرب"، وقال ماريني عضو مجلس الشيوخ الفرنسي الذي زار دمشق وبيروت "سمعت بالاحرى الجانب السوري يجدد رغبته في استئناف الوساطة التركية" بين سوريا واسرائيل.
وكلف نيكولا ساركوزي ماريني بمهمة القيام بمشاورات حول سوريا، وقال ماريني للصحافيين "سمعت بالاحرى عن السلام الثنائي مع اسرائيل اكثر منه عن الحرب"، ردا على سؤال حول التصعيد الكلامي بين سوريا واسرائيل.
والتقى ماريني هذا الاسبوع في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد ثم توجه الى لبنان حيث اجتمع بالمسؤولين اللبنانيين، وقال ماريني "الرئيس الاسد مثل رئيس الوزراء (اللبناني سعد) الحريري شددا على مخاطر الحرب، وعلى هشاشة الوضع وتراكم التهديدات".
ولكنه اضاف ان "الرئيس الاسد عبر عن هذه المخاوف بهدف التشديد على ضرورة القيام بمبادرات حفاظًا على السلام، وهذه حجة اضافية للقول انه ينبغي التحرك بسرعة، وبان الوضع القائم لا يحتمل (..) ومن شانه ان يؤدي الى دائرة من العنف"
وفي هذا السياق، اشار محللون الى ان التصعيد الكلامي بين سوريا واسرائيل لن يودي الى نزاع مفتوح، وقال الاستاذ في معهد موشيه دايان في جامعة تل ابيب ايال زيسر "كل هذا من قبيل اثبات مواقف وسيهدأ في يومين او ثلاثة، فلا اسرائيل ولا سوريا ترغب في اندلاع حرب".
واضاف الخبير في الشؤون السورية ان باراك "اخطأ التعبير، واساء السوريون تفسير تصريحاته، التي كان هدفها داخليا وهو اقناع نتانياهو باستئناف المفاوضات مع سوريا"، كما يشار الى شخصية وزير الخارجية الاسرائيلي المثيرة للجدل.
وقال المحلل السياسي في الجامعة العبرانية في القدس موشيه ماعوز "اسرائيل بلد غريب يتكلم وزير خارجيته كوزير للحرب، فيما يتكلم وزير الدفاع كوزير سلام"، وتابع موعاز محذرًا ان "ليبرمان تورط في استفزاز خطير فيما تحاول اسرائيل تصوير نفسها كبلد يطمح الى السلام. ليبرمان يخرب كل شيء، وهذا كارثي، لان تصريحاته لا يمكن الا ان تعزز نظرية المؤامرة لدى السوريين".
وعلى صعيد السياسة الداخلية الاسرائيلية ندد النائب شاوول موفاز من حزب المعارضة الرئيسي كاديما (وسط) بتصريحات ليبرمان "غير المسؤولة" التي تهدد باثارة "تصعيد كلامي، وربما اكثر".
اما النائب العمالي ايتان كابيل فحث نتانياهو على اقالة وزير خارجيته الذي وصفه بانه "مثير للحرب وبلا شرف ولا حكمة".
وبدأت سوريا واسرائيل في ايار/مايو 2008 مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية حول هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وتريد دمشق استعادتها، وحول اتفاق سلام محتمل، لكن المفاوضات انقطعت نتيجة هجوم اسرائيل على قطاع غزة قبل عام.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]